مرجعية السنة – المعهد العالمي للفكر الإسلامي

  • Version
  • Download 13
  • File Size 4.77 MB
  • File Count 1
  • Create Date 27 أبريل,2025
  • Last Updated 17 مايو,2025

مرجعية السنة - المعهد العالمي للفكر الإسلامي

يتناول كتاب مرجعية السنة موضوعًا بالغ الأهمية في الفكر الإسلامي، يتمثل في إثبات حجية السنة النبوية ومرجعيتها في التشريع، ومكانتها من حيث الأصل والمصدر بعد كتاب الله تعالى. يهدف الكتاب إلى التصدي لمحاولات التشكيك بالسنة، سواء من خلال الطعن في صحتها أو التقليل من دورها، ويؤكد أن السنة كانت ولا تزال الركن الثاني في منظومة التشريع الإسلامي، وركيزة أصيلة في بناء التصور العقدي والفقهي والأخلاقي للمسلم.

يُبرز الكتاب أن السنة لم تكن عبر تاريخ الأمة نصوصًا هامشية أو ملاحق تفسيرية للقرآن فحسب، بل كانت شارحة وموضحة وبيانًا عمليًا لما جاء في كتاب الله. كما يوضح أن العمل بالسنة هو من تمام الإيمان بالله ورسوله، ومن مقتضيات الشهادة بالنبوة، وأن الطعن في السنة هو في حقيقته طعن في الدين نفسه، ومحاولة لهدم بنيانه من الداخل تحت ذرائع عقلانية أو تحديثية. ومن هذا المنطلق، يرد الكتاب على الشبهات المثارة حول الحديث النبوي، مثل قضية الآحاد، ودقة النقل، ومكانة كتب السنة ومناهج المحدثين، مبرزًا جهود العلماء عبر القرون في الذبّ عن السنة وتمييز الصحيح من الضعيف.

العمل لا يخاطب المتخصصين فقط، بل يسعى لرفع وعي المسلم العام بقيمة السنة ومكانتها، وضرورة الرجوع إليها في كل شأن. كما يدعو إلى فهم السنة ضمن إطارها المنهجي المتكامل، بعيدًا عن الانتقائية أو الجمود، مؤكدًا على أن اتباع السنة لا ينافي الاجتهاد، بل هو شرط لصحة الاجتهاد واستقامته. ويظهر من خلال فصول الكتاب أن المؤلف لا يكتفي بالدفاع عن السنة من موقع العاطفة، بل يقدّم أدلة عقلية ونقلية رصينة، تُبرز الترابط العضوي بين الوحيين: القرآن والسنة.

كما يشير الكتاب إلى محاولات اختراق المرجعية الدينية عبر التشكيك بالسنة، ويضع ذلك في سياقه التاريخي والمعرفي، مستعرضًا كيف تصدّى العلماء لذلك في الماضي، ومبيّنًا ما يمكن فعله في الحاضر لحماية وعي الأمة من حملات التشكيك الممنهج. في الوقت ذاته، يدعو إلى إصلاح الخطاب الذي يُقدَّم به الحديث النبوي اليوم، بحيث يكون خطابًا علميًا راشدًا، يجمع بين الأصالة والانفتاح، ويجعل من السنة وسيلة لبناء الشخصية الإسلامية المتوازنة لا أداة لتعميق الانغلاق أو التناقض.

إن الكتاب يسلّط الضوء على مركزية السنة كمرجعية معرفية وتشريعية وتربوية في آن، ويبرز أن كل فصل منه هو محاولة لإعادة وصل المسلم بسنة نبيه من خلال الفهم لا التقديس الأعمى، ومن خلال الإيمان الواعي لا الاتباع الموروث فقط. وهو بذلك ينهض بدور الدفاع والبناء في آن، ليحفظ هذا الأصل العظيم في زمن تكاثرت فيه الشبهات وضعف فيه الوعي.

Attached Files

FileAction
كتاب-مرجعية-السنة.pdf تحميل