- Version
- عدد مرات التحميل 3375
- حجم الملف 471.55 KB
شهدت عقود الصحوة الإسلامية الماضية، أنشطة وتفاعلات عديدة بين الإسلامي وغير الإسلامي، داخل المجتمعات المسلمة، والأهم، داخل مجتمعات الأقليات والمهاجر غير المسلمة.
وفي هذا الإطار، ظهرت الحاجة لفكر وفقه جديدَيْن، من أجل التصدي لعديد المسائل المستجدة.
وفي هذا الإطار، يأتي كتاب "مقاصد المقاصد.. الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة"، الذي وضعه الدكتور أحمد الريسوني، الذي يُعد واحدًا من أهم علماء الحركة الإسلامية المعاصرين الذين اهتموا بالفكر المقاصدي على وجه الخصوص من بين مختلف أفرع ومباحث الفكر والفقه الإسلاميَّيْن.
وقسم المؤلف الكتاب إلى فصول ثلاثة، وكل منها تضمن مقدمة خاصة به، ومبحثَيْن أساسيَّيْن.
الفصل الأول، حمل عنوان: "مقاصد المقاصد في فهم الكتاب والسُّنَّة"، تناول في مبحثَيْه مقاصد القرآن الكريم، ومقاصد السُّنَّة النبوية، وفي بدا واضحًا تأثره بكتاب "الموافقات" للإمام الشاطبي.
وأكد المؤلف في هذا الصدد على مركزية القرآن الكريم في نقطة تحديد المقاصد، وتوجيهها للفقه الإسلامي بشكل عام، وأشار إلى أنه حتى المقاصد في النَّص النبوي؛ إنما هو مستقى من تأكيد القرآن الكريم على مرجعية السُّنَّة النبوية الشريفة للمسلم.
أما فيما يتعلق بالسُّنَّة النبوية؛ فقد ناقش فيها أساسَيْن لاستخراج مقاصد الأحاديث النبوية الشريفة، الأول، التمكن من وضع السُّنَن والأحاديث النبوية في مواضعها وما أريدَ بها، وفق مقاصد الشرع الحنيف في كل موضع منها، والثاني، تلافي الوقوع في تفسيرات وتطبيقات مجافية لمقاصد الشارع أو مضيِّقةٍ لها، مع ما ينجم عن ذلك من تحريف وتشويه للدين.
ومن ذلك، معرفة الصفة التي صدر عنها وبمقتضاها الحديث النبوي، ومعرفة سبب ورود الحديث وسياق مُخرِجه.
الفصل الثاني، جاء بعنوان: "مقاصد المقاصد في الفقه والاجتهاد الفقهي"، وتناول فيه مقاصد والاجتهاد، واعتبار المقاصد في الاجتهاد الفقهي، لجهة وجوهه ومراحله.
وفيه يذكر أن علاقة المقاصد بالفقه، هي علاقة عضوية؛ حيث قال إن الفقه هو الجسم والوعاء الذي تسري فيه المقاصد، وتفعل من خلاله فعلها، ويقول إن الذي يستحضر الحكم الشرعي، ويستعمله من دون استحضار مقاصده، فهو يفسده أو يقتله.
الفصل الثالث، كان بعنوان: "المقاصد العملية للمقاصد"، وتناول فيه قضيتَيْن مهمتَيْن للغاية في المجال التطبيقي، تطرحها تطورات الواقع الراهن، والصعود الذي كان للإسلاميين في بلدان ما يُعرف بثورات الربيع العربي.
الأولى، أهمية مقاصد الشريعة في رسم السياسة الشرعية، والثانية، تحسين مستوى فهم المسلمين لدينهم.
ومن خلال محتوى هذا الفصل، والمنطق العام للكتاب بشكل عام؛ فإنه يمكن القول إن الكتاب ذاته كان استجابة من المؤلف لاعتبارات ما بعد الربيع العربي، وما طرحته من تحديات في صدد ضرورة تقديم الإسلاميين لنموذج عملي واضح وناجح، للحكم والسياسة وإدارة شؤون المجتمعات.
وفي الأخير؛ يدعو إلى تقريب المقاصد ونشر ثقافتها بين عامة الناس، وحدد بعض المراجع الأمهات المهمة في هذا، مثل "الموطَّأ"، للإمام مالك، و"التسهيل لعلوم التنزيل"، و"تقريب الوصول إلى علم الأصول"، لابن جُزَي الغرناطي، و"التقريب لحد المنطق"، لابن حزم.
File | Action |
---|---|
كتاب مقاصد المقاصد.pdf | تحميل |