• Version
• Download 13
• File Size 1.71 MB
• File Count 1
• Create Date 26 أبريل,2025
• Last Updated 17 مايو,2025

من مواقف القدوة في المحن - محمود أبو شرار

يتناول كتاب من مواقف القدوة في المحن نماذج مختارة من سير رجال ونساء صمدوا في وجه الابتلاءات والمحن، وقدموا للإنسانية مشاهد مضيئة من الثبات على المبدأ، والتضحية في سبيل العقيدة، والوفاء لمنهج الله تعالى. لا يكتفي الكتاب بالسرد التاريخي المجرد، بل يستحضر المواقف ليغذي بها القارئ روحًا ووجدانًا، ويستنهض فيه قيمة الاقتداء الواعي بأهل الثبات واليقين في أزمنة التراجع والفتنة. تلك المواقف، التي اختُبرت فيها النفوس، كشفت عن معادنها وأظهرت فضل الصدق والإخلاص وقوة العزيمة، فكانت المحنة فيها منحة، والتضييق فيها طريقًا إلى التمكين الروحي والفكري والدعوي.

يبرز الكتاب مفهوم التربية بالموقف، وكيف يكون الصبر العملي، لا النظري، هو مناط التمكين الحقيقي. ففي كل موقف من المواقف المعروضة، نلمح روحًا عالية لا تُقهر رغم شدة البلاء، وإرادة لا تنكسر رغم قسوة الظرف، ونفوسًا ارتقت في مدارج التزكية عبر الألم، لا عبر الترف. وبذلك، يصبح الكتاب بمثابة مرآة للقارئ ينظر فيها إلى ذاته: كيف سيكون رد فعله لو وضع في ذات الموقف؟ أيثبت أم ينهار؟ أيتقدم أم يتراجع؟

يوجّه الكتاب رسالة عميقة للدعاة والمربين والمصلحين مفادها أن الطريق إلى التغيير والإصلاح لا يخلو من عقبات، وأن الصراع بين الحق والباطل سنة ماضية، لكن ما يُثبت الحق في ميدان الصراع هو وجود رجال ونساء يحملون هم الدعوة ويصبرون على أذاها، ويتجددون بها في كل مرحلة، فلا يزدادون إلا صفاءً وصدقًا. ومن هنا، فإن المواقف المعروضة ليست للتسلية ولا للتاريخ، بل للتبصّر والاعتبار والتزود للعاملين في الميدان.

الكتاب يؤكد كذلك على أهمية ترسيخ القدوة في النفوس، ليس من خلال الخطب الحماسية أو الكلمات الرنانة، بل عبر الوقائع الحقيقية التي تعكس أن السالكين لهذا الدرب ليسوا ملائكة، بل بشرٌ، لكنهم صدقوا الله فصدقهم، وثبتوا في الشدة، فرفع الله ذكرهم، وجعل منهم مصابيح هدى. ولذلك فإن الكتاب دعوة ضمنية لأن يُعيد القارئ تقييم تصوراته عن النماذج المثالية، وينظر إليها كاجتهادات بشرية عظيمة لكنها ممكنة الاقتداء.

Attached Files