- Version
- عدد مرات التحميل 6544
- حجم الملف 727.00 KB
لا تُعتبر التربية الإيمانية من نافل القول، أو المكمِّلات، وإنما هي من أهم آليات نشر الدعوة، وتوطيد دعائم المجتمع المسلم.
ويكفي في هذا الإطار، الإشارة إلى أن السيرة النبوية، وسياقات البعثة؛ تقول بأن الفترة التي قضاها الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" في تربية الجيل الأول من المسلمين، يفوق بستة أضعاف الفترة التي قضاها في بناء الدولة؛ حيث إنه قضى الفترة المَكِّيَّة بالكامل من البعثة، ومداها 13 عامًا، في التربية، بينما لم يقضِ ما يصل من عامَيْن في المرحلة المدنية، التي استمرت 10 أعوام من عمر البعثة، من أجل تأسيس الدولة.
وفيما لا يتجاوز ثلاثة عقود؛ كانت جيوش الفتح الإسلامي تسقط أقوى إمبراطوريات العالم القديم.
ويعزو الكثير من المؤرخين ذلك، إلى أن التأسيس التربوي، ولاسيما فيما يتعلق بالتربية العقدية والإيمانية، كانت هي أهم الأعمدة التي ارتكن عليها الرسول الكريم "عليه الصلاة والسلام"، والخلفاء الراشدون من بعده.
وبين أيدينا كتاب على أكبر قدر من الأهمية في تناول تفاصيل ذلك، سواء قيمته في الإسلام، أو أثره، وبالتالي، ضروراته في عصر الصحوة الإسلامية التي جاءت بعد فترة طويلة من الركود، ومن التشويش على المفاهيم الإسلامية الصحيحة.
الكتاب لأحد أهم المفكرين والتربويين الإسلاميين، وهو الدكتور مجدي الهلالي، الذي تربت أجيال كاملة من الحركة الإسلامية على كتاباته وأدبياته، والذي كانت كتاباته غالبًا ما تتكون من شقَّيْن؛ الأول، التأصيل الفكري من خلال الأدلة العقلية والنقلية، والثاني، الجانب العملي التطبيقي.
الكتاب جاء في سبعة فصول؛ الفصل الأول منها تناول ضرورة التكامل التربوي عند المسلم، ومكانة التربية الإيمانية منه، وذكر في ذلك مكونات أربع للإنسان، يجب أن تتهيأ في هذا الصدد، وهي: العقل، والقلب، والنفس، والجسد.
الفصل الثاني، تناول ثمار الإيمان، وفيها عشر ثمار؛ المبادرة والمسارعة لفعل الخير، وتقوية الوازع الداخلي، والزهد في الدنيا، والتأييد الإلهي، وإيقاظ القوى الخفية، والرغبة إلى الله تعالى، واختفاء الظواهر السلبية وقلة المشكلات بين الأفراد، والتأثير الإيجابي في الناس، واتخاذ القرارات الصعبة، والشعور بالسكينة والطمأنينة.
الفصل الثالث، تناول مراحل النمو الإيماني، وأهداف التربية الإيمانية، وفي ذلك ركَّز على إحياء القلب من بين المكونات الأربع السابق الإشارة إليها.
الفصل الرابع، تناول فيه الكاتب حقيقة الإيمان، والفارق بين الإيمان والعمل الصالح، والذي رآه المؤلف ذات الفارق بين عبادات القلوب، وعبادات الجوارح، وكيف يعرف المسلم أن إيمانه قد ازداد مع الطاعة أم لم يزدد.
الفصل الخامس، قدم فيه أدوات تأسيس القاعدة الإيمانية، وركز في ذلك على القرآن الكريم، وسُبُل دفع المرء لاكتساب مهارة تدبر القرآن والتأثر بمعانيه والمداومة على ذلك.
الفصل السادس، زاد فيه المؤلف في تناول الجوانب التطبيقية؛ حيث تكلم عن العمل الصالح، وكيف ينتفع به المسم في زيادة إيمانه بالله عز وجل، وبشريعته.
الفصل السابع، عاد فيه المؤلف إلى الجوانب القلبية والروحية؛ حيث تناول فيه مظاهر الهزة الإيمانية للنفس البشرية، وكيف يشعر الإنسان ببداية الارتقاء الإيماني، وانطلاق رحلة الإيمان، وسير القلب إلى الله عز وجل، والاجتهاد في تحقيق ذلك من خلال استثارة وإلهاب مشاعر المحبة والشوق إلى الله تعالى، وهو ما كان أفضل خاتمة للكتاب.
File | Action |
---|---|
nzrat-fe-altrbia-alemaneya.doc | تحميل |