نظرات في رسالة التعاليم – محمد الخطيب ومحمد حامد

تأتي أدبيات الإمام الشهيد، حسن البنا، مؤسس جماعة "الإخوان المسلمون"، على رأس الأدبيات الحركية الإسلامية في العصر الحديث، في ظل نتاجها المتمثل في الجماعة التي تُعتَبر الأكبر والأكثر تنظيمًا من بين الحركات الإسلامية التي ظهرت عبر التاريخ الإسلامي، وأعظمها أثرًا في عموم الدعوة الإسلامية ومجتمعات المسلمين، في بلدانهم وبلدان المهاجر والأقليات.

ومن بين أهم هذه الأدبيات، مجموعة "الرسائل" التي وضعها البنا، وهي مجموعة من المقالات التي كتبها للصف الإخواني، سواء بشكل عام، أو في مناسبات معينة، مثل رسالة "المؤتمر الخامس"، التي كتبها بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الخامس للإخوان المسلمين، في مطلع الثلاثينيات الماضية.

ومن بين أهم وأشهر هذه الرسائل، رسالة "التعاليم"، التي تشكل مع رسالة "المؤتمر الخامس"، المكون الفكري الأهم للإخوان المسلمين.

وبين أيدينا كتاب وضعه اثنان من أبرز قادة الجماعة على المستوى الفكري والتنظيمي، وهما: الدكتور محمد فتح الله الخطيب، والدكتور محيي حامد، وكلاهما كان من أعضاء مكتب إرشاد الجماعة، تناولا فيه بالقراءة والشرح، رسالة "التعاليم".

وفي بداية الكتاب، الذي جاء في 319 صفحة، قسَّمها مؤلفاه إلى مقدمة وأربعة فصول، تناول المؤلفان بعض الأمور المبدأية حول الرسائل وأهميتها، وقيمة الإمام البنا وأفكاره، في مجال الصحوة والحركة الإسلاميتَيْن.

ويتضمن الكتاب بشكل عام شرحًا لأركان البيعة العشرة لدى جماعة الإخوان المسلمين، وهي: الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرُّد، والأخوَّة، والثقة.

الفصل الأول منه تضمن شرحًا لركن الفهم، وهو أول أركان البيعة، وشمل الأصول العشرين لفهم الإخوان المسلمين للإسلام، والتي تُعتبر الرؤية التي يقف عليها الإخوان المسلمون في كل مكان وُجِدوا فيه.

الفصل الثاني، استكمل المؤلفان تناول باقي الأركان العشرة، من أركان البيعة، قبل أن يتناولا في الفصل الثالث، واجبات الأخ العامل.

الفصل الرابع من الكتاب كان عبارة عن مجموعة من الملاحق والمرفقات المكمِّلة لرسالة الكتاب، ورسالة "التعاليم"، مثل مجموعة فتاوى مجلة "المنار" التي كان يصدرها المفكر الإسلاي رشيد الرضا، وتابع البنا إصدارها بعد وفاته، ومجموعة من المقالات التي تبرز نظام الحكم والسياسة في الإسلام، ومقال عن قضية التشريع في الإسلام، وآخر عن سعة التشريع الإسلامي، ومقال في التحذير من البِدَع.