هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً – محمود الخزندار

تُعْتَبَر قضية الأخلاق من بين أهم القضايا التي اهتمت بها الشريعة الإسلامية، على مركزيتها في تأسيس مجتمعات مستقرة، تحقق أهداف خلق الإنسان، وعلى رأسها الاستخلاف واستعمار الأرض، من أجل الغاية الأكبر، وهي عبادة اللهِ تعالى، وإقامة عقيدة التوحيد.

ولقد أتت عوائد الزمن، وتطورات مفردات الحياة الإنسانية، وتنوع الحضارات، إلى انحرافات عدة لدى الجماعة المسلمة عن الخُلُق القويم الذي حددته الشريعة كوسيلة وحيدة لضمان الاستقرار والعمران، مع دخول المزيد من القيم الوافدة الغريبة عنَّا، وعن شريعتنا، إلى بين ظهراني مجتمعاتنا المسلمة.

وبين أيدينا كتاب بعنوان: "هذه أخلاقنا.. حين نكون مؤمنين حقًّا"، للشيخ محمود محمد الخزندار، يقدم تصور الكاتب لأخلاق المسلمين عندما يصلوا إلى مرتبة الإيمان.

الكتاب صدر عن "دار طيبة للنشر والتوزيع" القاهرية، والطبعة التي بين أيدينا، هي الطبعة الثانية، وصدرت في العام 1997م، وجاءت في 542 صفحة،

قسَّم المؤلف كتابه إلى تسعة أبواب، قسَّم كلًّا منها إلى فصول فرعية، ما بين خمسة إلى سبعة فصول في كل باب منها، وتناول في كل باب منظومة من المنظومات الأخلاقية في الإسلام، فتناول في الباب الأول منظومة أخلاق المسلمين في الجهاد، منها النصرة والشجاعة، والثاني تناول فيه أخلاق الدعوة، كالتحبُّب إلى الناس، والتبشير، والحكمة.

الباب الثالث، تناول فيه المؤلف أخلاق المؤمنين في دائرة الأخوُّة الإسلامية، مثل الحب والتآخي، والتكافل، والصراحة، ثم في الباب الرابع، تناول أخلاق الإمرة والحكم، مثل حسن الأسوة والعدل وأدب المطاوعة.

الباب الخامس تضمن أخلاق المؤمنين في الربانية، مثل الاهتمام بالآخرة، والورع، ثم في الوجدان، مثل الحب والطيبة والتواضع، وذلك في الباب السادس.

أما الباب السابع، فتناول فيه أخلاق المؤمنين في ضبط السلوك، مثل تجنُّب الفتن، والقصْد.

ثم، وفي الباب الثامن، تناول أخلاق المؤمنين في ضبط اللسان، مثل الصدق والاعتذار، وأخيرًا في الباب التاسع، تناول أخلاق المؤمنين في التعامل الاجتماعي، ومنها اللين والرفق.