- Version
- عدد مرات التحميل 8436
- حجم الملف 17.35 MB
يأتي الكاتب والمفكر الإسلامي، محمد قطب، كأحد أهم المفكرين والكُتَّاب الإسلاميين الذين اهتموا في كتاباتهم بالواقع الإسلامي، وكيفية قراءاته على مختلف المستويات، مع السعي إلى تقديم حلول عملية للمشكلات القائمة.
ويتشابه محمد قطب في هذا المقام، سواء في نوعية القضايا التي يتناولها، أو في رؤيته لها، وطريقة كتاباته في لغة بسيطة وسهلة قريبة من فهم العامة والمتخصصين على حد سواء، مع كتابات الشيخ محمد الغزالي في هذا الصدد.
وبين أيدينا واحد من كتبه المهمة عن الواقع الإسلامي وفق رؤية الحركة الإسلامية له، مخاطبًا الجيل الحركي الجديد – وقت تأليف الكتاب؛ عام 1997م – بشأن، أولاً، الأسس التي ينبغي أن يتحرك من خلالها، وثانيًا، الأدوار والواجبات الملقاة عليه في هذه المرحلة من تاريخ الصحوة الإسلامية، وكيف يتعامل معها.
ويضع الكتاب الذي جاء في 528 صفحة، في كلا الأمرَيْن المرجعية الإسلامية كمركزية رئيسية ووحيدة للمجتمع الإسلامي برُمَّته في الأصل؛ حيث يعلي من شأن الهوية الإسلامية كأهم ركيزة من ركائز الحركة الإسلامية والمجتمعات المسلمة بشكل عام.
في هذا الإطار، جاء الكتاب في صورة مجموعة من المقالات التي تناولت المجموعة الأولى منها أسس الحضارة الإسلامية، وعناصر فرادتها، ودور تمسك المسلمين بالإيمان، وبشريعة الإسلام في تحقيق النهضة الحضارية التي كانت عليها الأمة.
وركز في هذا الإطار، على فريضة الجهاد، وأخلاقيات "لا إله إلا الله"، والوفاء بالمواثيق، وإحياء عدل الله تعالى في الأرض.
ثم، وفي المجموعة التالية من المقالات؛ تناول الانحرافات التي وقعت فيها الأمة، ودور الاستعمار في ذلك.
فهو هنا يتناول الحروب الصليبية في معناها الواسع زمنيًّا؛ حيث لا يقف عند فترة الحملات الصليبية المتعارف عليها بين القرنَيْن الحادي عشر والثالث عشر الميلاديَّيْن، وإنما يرد الأمر إلى خلفياته الأوسع المتعلقة بالصراع الحضاري بين الأمة المسلمة وبين الغرب بأسسه المسيحية اليهودية.
ويركز في عوامل تخلف الأمة على ما قام به الاستعمار في مجال التعليم والأخلاق والإعلام والفكر والأدب.
ويفرد في هذا الصدد مركزية خاصة لمصر في القرنَيْن الميلاديَّيْن الأخيرَيْن؛ حيث يحمل محمد علي باشا الكبير وسياسات الانفتاح على الغرب التي تبناها، والاستعمار البريطاني، في حَيْد الهوية المصرية عن السياق الإسلامي، مما كان له أبلغ الأثر على العالم الإسلامي في ظل مركزية الدور المصري فيها.
ثم، وفي تناوله لقضايا الصحوة والحركة الإسلاميتَيْن؛ يتناول المشكلات الأهم، مثل غياب القيادات المسلمة في مقابل صناعة العلمانية لنخبها الفاعلة والمؤثرة، بالإضافة إلى مشكلات الممارسة التي وقعت فيها الحركة الإسلامية، مثل التطرف، وأكد على ضرورة نبذ الأفكار التي تنظر إلى المجتمعات المسلمة التي حادت عن صحيح الدين على أنها مجتمعات "جاهلية".
وفي هذا الإطار، يدعو قطب الشباب الحركي إلى الاشتباك الإيجابي مع قضايا مجتمعه، والعمل على إصلاحها وفق المنظور الإسلامي الصحيح الذي نجده في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة.
File | Action |
---|---|
0709.pdf | تحميل |