250 مهارة ذهنية – روبير هوفمان

تُعتبر قضية تطوير التفكير ومهارات الإنسان الذهنية، من أهم المجالات المطروقة من جانب علماء النفس والإدارة، وكذلك خبراء التنمية البشرية، سواء بمعناها المتعلق بتنمية المهارات الذاتية للفرد، أو تحسين مستوى المورد البشري بشكل عام، في أي مجتمع، سواء أكان مجتمعًا بالمعنى القريب إلى الذهن، أو شركة أو مؤسسة، التي يُطلَق عليها في الأدبيات الغربية الحديثة في المجال الإداري؛ مسمى "مجتمع".

وبين أيدينا كتاب بعنوان "250 مهارة ذهنية" للخبير الأمريكي، روبير هوفمان، تكلم فيه عن 250 مهارة أساسية ذهنية وفكرية، ينبغي على الإنسان الذي يسعى إلى تطوير ذاته وتفكيره، أن يكتسبها.

الكتاب ضخم وثري بالتفاصيل، كعادة هذه النوعية من الكتب، ويبدو فيه حرص المؤلف على تقديم مواقف يومية تقابلنا جميعًا لشرح المفاهيم الأساسية، والرسائل التي أرادها من هذا الكتاب، وكذلك تقديم نماذج عامة للدراسة، تصلح لأن تكون بمثابة أدوات فعلية للقارئ لتطوير ذكائه وقدراته الذهنية بشكل عام.

الكتاب بشكل عام، عبارة عن 80 مقالاً، فيها الكاتب ما تصور أنه أهم المهارات الذهنية الواجب العمل على تطويرها، بجانب مجموعة من المقالات المهمة، بالذات في المقدمات، تناول فيها المنطق العام للكتاب، ولموضوعه، ولاسيما أهمية تطوير الإنسان لمهاراته الذهنية، معتبرًا إياها المفتاح الأساسي لتطوير باقي مهارات الإنسان، وذكائه نفسه.

كما قدم تدريبات على كيفية تحقيق الاسترخاء العصبي والنفسي، وفوائد ذلك لتحسين قدرة الإنسان الذهنية والفكرية على التعامل مع المواقف المختلفة التي يواجهها.

والكتاب أهم ما فيه أنه لم يقف عند حدود الأحاديث النظرية، أو الكلام المرسل من خلال مواقف قد لا تناسب أبناء المجتمعات الأخرى غير المجتمع الأمريكي؛ حيث إنه قدم الكثير من النواحي التطبيقية فيما يخص كيفية علاج المشكلات التي تواجه الإنسان، وإدارته للوقت، وكيف يتقن عمله.

كما تناول العديد من المهارات شديدة الأهمية للشباب الباحث عن فرصة في أسواق عمل صارت شديدة التنافسية وكذلك الندرة في وظائفها، مثل تحسين القدرة على التخاطب مع الآخرين، وإقناعهم، وكيفية التصرف بذكاء في مختلف المواقف، والمرونة، وحتى علاج ضعف الذاكرة.

ومن مَيْزات الكتاب كذلك، أنه لم يقف فيه الكاتب أمام خبراته الخاصة، وإنما تناول الكثير من تجارب وثمرة عقول خبراء آخرين في هذه المجالات كافة وغيرها.

ومن هذه المَيْزات أيضًا، أنه قد تطرق إلى الكثير من الأمور المتعلقة بعلم النفس، مثل كيفية تعويد الإنسان لنفسه على عدم اليأس، وكذلك اكتساب مهارة المثابرة، والتفكير الإبجابي في أحلك المواقف، وحتى اكتشاف الإنسان لقدراته الخفية التي ترتبط بمجال ما وراء الطبيعي من قدرات الحواس وأدوات الإدراك البشرية.

كما يبدو واضحًا اهتمام المؤلف بنقطة تنمية الذكاء، بدءًا من الذكاء العقلي، ومهارات العصف الذهني، وحتى الذكاء الاجتماعي؛ حيث أفرد لهذه المهمة الصعبة، أكثر من نصف مقالات الكتاب.