رمضان في بوركينا فاسو..أجواء التكافل واحترام الشعائر تعمّ غير المسلمين

الرئيسية » بصائر من واقعنا » رمضان في بوركينا فاسو..أجواء التكافل واحترام الشعائر تعمّ غير المسلمين

لشهر رمضان المبارك وقع مميّز لدى المسلمين في بوركينا فاسو؛ حيث يكثر فيه الالتزام الديني، وتمتلئ المساجد بكل فئات المجتمع المسلم، وحتّى الشوارع تبرز فيها طابع الالتزام، وتتحوَّل بعض المحلات إلى مصليات في أوقات الصلوات المفروضة، بهذه الكلمات بدأ الشيخ عبد الله سيبيري كابوري، مؤسس مركز الإحسان للتربية والأعمال الخيرية، والأستاذ المحاضر في جامعة الهدى في بوركينا فاسو، حديثه لـ (بصائر) حول أجواء بوركينا فاسو الرَّمضانية.

يقول الأستاذ عبد الله كابوري: "يكثر في هذا الشهر النشاطات الدَّعوية وأكثرها تفسير القرآن الكريم في المساجد، ويكون أغلبها بين صلاتي الظهر والعصر يومياً، وهنا دروس مختلفة وبعثات دعوية".

ويضيف: "كما أنَّ المساجد تهتم كثيراً بقيام الليل في العشر الأخيرة، وهناك من يعتكف، وخاصة الفئات الشابة، وفي بعض المساجد يقوم المحسنين بتوزيع السحور والإفطارات لهم".

عبد الله سيبيري كابوري، مؤسس مركز الإحسان للتربية والأعمال الخيرية، والأستاذ المحاضر في جامعة الهدى في بوركينا فاسو

ويوضح الشيخ كابوري لـ (بصائر) أنَّ بوركينا فاسو كمعظم بلدان أفريقيا غير العربية ليست لديها جهات رسمية من الدولة كالوزارة ينظم العمل الإسلامي، فيكون النشاط حسب اجتهاد كل جمعية على حدة، فهناك جمعيات ترسل البعثات إلى القرى للدَّعوة خلال شهر رمضان.

وعن مظاهر التكافل الاجتماعي في شهر رمضان، يقول: "يكثر في هذا الشهر التكافل الاجتماعي، وذلك كون المجتمع البوركينابي مجتمعاً متكافلاً حتّى عند غير المسلمين، وهذا التكافل من العادات الجاهلية الحميدة عندنا ولما جاء الإسلام لم يزد في هذا التكافل إلا التشجيع وبيان فضله ممَّا زاد اهتمام المسلمون به".

ويتابع بالقول: "فعلى سبيل المثال من العيب أن لا يقدم الإنسان المسلم هدية مثل السكر أو الأرز أو الذرة، وأغلبها السكر، على من له فضل عليه كالصهر مثلاً أو الأستاذ أو غيرهما".

مضيفاً: "وعليه فالمسلمون في هذا الشهر غالباً ما يقومون بتوزيع هذه الأمور على المحتاجين على الأخص الأقرباء. ومن الأغنياء من يقوم بتوزيع الأرز والسكر وأحياناً حتى المال، على المرضى في المشافي، وعلى الفقراء في حيّه وعلى الأقرباء".

وعند سؤال (بصائر) عن الإفطارات الجماعية في هذا الشهر، ومدى انتشارها في المجتمع البوركينابي، قال الشيخ عبد الله كابوري: "الإفطارات الجماعية من الأمور التي لم تكن يعرفها المجتمع البوركينابي، ولم تكن كثيرة في وسطه قبل عشر سنوات تقريباً، لكن بفضل الله بعد تخرّج كثير من طلبة العلم من البلدان العربية وتأسيسهم جمعيات دينية، بدأت تلك الجمعيات بتنظيم الإفطارات الجماعية بتمويل من الخارج".

وأضاف: "وعليه بدأت هذه الظاهرة تكثر في السنوات الأخيرة، وغالبها بتمويلات خارجية، وسبب ذلك كون المجتمع والمحسنين المحليين يفضلون توزيع المواد الغذائية للمحتاجين أكثر من الإفطارات الجماعية؛ لرأيهم أنَّ ذلك أنفع للمسكين حيث يفطر في البيت مع الأهل خلاف الإفطارات الجماعية".

دروس رمضانية في أحد مساجد بوركينا فاسو

وعن أبرز ما يميّز شهر رمضان في بوركينا فاسو، يقول الشيخ عبد الله كابوري لـ (بصائر): "إنَّ من أغرب ما يكون في هذا الشهر أنَّ من النصارى وحتّى الوثنيين من يصوم في هذا الشهر بدعوى مرافقة المسلمين –بالطبع ليس كل الشهر– وهناك من يقدم الهدايا كما أسلفت لجاره أو قريبه المسلم. وإنَّ من بناتهم من تتستر باللباس الشرعي، وهناك من لا يأكل علناً في النهار، وذلك بدعوى احترام مشاعر المسلمين".

معلومات عن بوركينا فاسو:

بوركينا فاسو دولة تقع في غرب أفريقيا بجوار كل من ساحل العاج وغانا ومالي، والنيجر وتوغو وبنين.

ويبلغ عدد السكان 18,000,000 نسمة، ويشكّل المسلمون في بوركينا فاسو نسبة 65%، ويعود الفضل في ذلك للسنوات العشرين الأخيرة، حيث أسلم كثير من السكان، ودخلوا الإسلام بشكل عجيب، حيث أسلمت بعض القرى بكاملها، ولله الحمد والمنَّة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

القدس في فكر حماس: قراءة في مركز الوعي ومعادلات القوة

يصعب الولوج إلى تجربة حماس من دون المرور بالقدس؛ فالعلاقة بينهما ليست علاقة شعار بحركة، …