كيف حوّل اليهود المال والجنس إلى أدوات للهيمنة السياسية؟

الرئيسية » بأقلامكم » كيف حوّل اليهود المال والجنس إلى أدوات للهيمنة السياسية؟
control

لطالما كان اليهودُ دهاقنةَ الرِّبا والدَّعارة على مدى التاريخ، أينما حلّوا.

قرأتُ هذه العبارةَ – أو نحوَها – للشيخ محمد الغزالي رحمه الله في أحد كتبه، وهي عبارةٌ صحيحة لا ريب.

وتاريخُهم يدلُّ على ذلك، فمنذ أن اشتكى السيد المسيح عليه السلام أن الكتبةَ حوّلوا ساحات القدس الشريف إلى مراكزَ لممارسة الرِّبا والدعارة. فقد اشتهر اليهودُ بتاريخ طويل من الأعمال الخسيسة النجسة التي ألهمت شكسبير – أشهر كاتب إنكليزي – أن يكتب روايته الشهيرة تاجر البندقية عن "شيلوك" المرابي اليهودي اللئيم. ولا يزال تاريخُهم حافلًا بالخبائث والدسائس والمؤامرات التي مكنتهم من الوصول إلى مراكز صنع القرار في العديد من الدول، عبر إسقاط الكبراء من السياسيين وأعضاء الكونغرس والرجال النافذين بإغرائهم بالمال لشراء ضمائرهم، أو إسقاطهم في فضائح أخلاقية وابتزازهم. ثم يستفيدون من هذه العلاقات في تعظيم نفوذهم وأرباحهم ومكاسب شركاتهم العملاقة الرائدة.

وهذا في متوالية جهنمية مكنتهم من السيطرة على المال والسياسة والإعلام، مع التركيز على الهيمنة الإعلامية منذ أيام حمام الزاجل إلى الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة، وصولًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا مثل "ميتا" و"أوبن إيه آي". وهكذا صار السياسيون يرضخون لليهود رغبًا أو رهبًا، حتى غدوا لُعبة في أيديهم.

أسلوبٌ خبيث يعتمد على التسلل والاندساس والإفساد كالعُثّ: {وَلَا تُعْثُوا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.

لكن تفجّر فضيحة جيفري إبستين كان الحدثَ الذي أعاد إلى الواجهة سيطرةَ اليهود على سوق الدَّعارة العالمي المخصص لابتزاز الكبراء.

وكان الجانب المثير الأول في هذه القصة استغلال القاصرات عبر إغوائهن وإسقاطهن في الشبكة طوعًا أو كرهًا، ثم استخدامهن في ممارسة الفاحشة في جزيرته الخاصة ضمن جزر العذراء الأمريكية. هذه القصور المزودة بالكاميرات كانت تسجل كل صغيرة وكبيرة.

وكان الجانب المثير الثاني هو الحدث المفاجئ بمقتله داخل زنزانته بعد حياة حافلة بالفساد واللصوصية والمؤامرات ونصب الأفخاخ ومخالفة القوانين. وقد زعموا أنه انتحر في السجن، وهي كذبة لم تنطل على أحد.

أما الجانب الأخطر فكان تكشّف ارتباط هذا المجرم بالموساد الإسرائيلي، وتكاثر الأدلة يومًا بعد يوم أن إبستين كان مكلفًا من "الموساد" بإسقاط الكبراء.

والجانب الرابع المثير في قصته هو الصراع المحموم الذي تشنه جهات غامضة لطمس أدلة القضية ومنع تسرب ملابساتها وتفاصيلها. إذ تبرز جهات مجهولة كل فترة لإغلاق ثقوب السد الذي يوشك أن ينفجر، حتى بدوا كمن جلس في حقل مليء بحفر العقارب، ما أن يغلقوا ثقبًا حتى تخرج العقارب من ثقوب أخرى.

وُلِدَ المجرم جيفري إبستين في حي بروكلين بنيويورك عام 1953م لأسرة فقيرة أو متوسطة الحال من أبوين يهوديين؛ فقد كان أبوه بستانيًّا وأمه مساعدة معلمة. ورغم فشله في تحصيل شهادة جامعية في تخصص الرياضيات، إلا أنه عمل مدرسًا للرياضيات في مدرسة "دالتون" للمراهقين، واستغل وجوده لفتح العلاقات القذرة مع المراهقات، لكنه طُرِدَ من المدرسة بعد ثلاث سنوات لعدم الكفاءة. وعمل بعد ذلك مستشارًا ماليًّا في بعض الشركات الكبرى رغم عدم حيازته لشهادة في هذا التخصص، وكان أولها شركة "بير ستيرنز" التي يديرها آلان بيرغ، وصعد بسرعة مشبوهة حتى غدا شريكًا بعد أربع سنوات فقط، ثم أسس شركته الخاصة "مجموعة الأصول العالمية"، واشتهر بكونه صائدًا للجوائز.

ثم عمل في شركة "تاور فايننشال" التي انهارت عام 1993م بعد فضيحة قيادتها لمخطط احتيال واسع من نمط "بونزي".

لكن العلاقة الأكثر غرابة كانت لإبستين مع اليهودي "ويكسنر" الذي أعطاه تفويضًا مفتوحًا في شركته، ساعده على زيادة ثروته حتى غدا مليارديرًا، واشترى لنفسه جزيرة خاصة من ضمن جزر العذراء الأمريكية، ونقل إليها أعماله متهربًا من الضرائب. وهناك أدار أنشطة الدعارة مع شريكته القوّادة "غيسلين ماكسويل" (جالبة الفرائس القذرة) والتي كان والدها عضوًا في البرلمان البريطاني وعلى علاقة بالمخابرات الإسرائيلية. فكانت "ماكسويل" تجلب له القاصرات من أمريكا والبرازيل والاتحاد السوفيتي وأوروبا عبر شركات الأزياء والموضة وشركات الإعلانات، حتى زاد عدد ضحاياه عن 80 فيما كُشِف، وازداد عدد زبائن إبستين حتى بلغوا قائمة طويلة تحوي أسماء في غاية الخطورة. وكانت الجرائم تجري في قصوره التي وُزِّعت فيها كاميرات التسجيل في كل مكان.

وُجِدَ إبستين مقتولًا في زنزانته عام 2019م، وزعموا أنه انتحر شنقًا، لكن الوقائع والملابسات تكذب هذا:

قبل ساعات من مقتله، تم إخراج زميله في الزنزانة إلى مكان آخر، ولم يأتوا ببديل.

تم تعطيل كاميرات المراقبة.

خُرق البروتوكول القاضي بتفتيش الزنزانة كل نصف ساعة، فغاب الحرس – وزعموا أنهم ناموا – عنه ثلاث ساعات متواصلة.

أصدر السجن فيديو لإثبات الانتحار، لكن البعض اكتشف تلاعبًا فيه من اقتطاعات وتزييفات.

من الواضح أن انفجار قضية إبستين كان سيجرف عشرات أو مئات السياسيين الذين سقطوا في شباكه، والذين سارعوا لخنق أي أدلة، وأهمها إخفاء قائمة عملائه، حتى اضطروا في آخر الأمر إلى خنق إبستين نفسه ليموت مع أدلته. ويبدو أن الوقت لم يسعفهم لحبك قصة انتحار مقنعة. وقد أتى الدور الآن على ماكسويل التي تخشى أن تلقى المصير ذاته.

أين الموساد من الموضوع؟

اعترف إبستين في بعض الأيام أنه كان عميلًا لجهة مخابراتية، وإن لم يصرح بها. لكن اللافت هو علاقته القوية برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "إيهود باراك"، الذي أثبتت المتابعات أنه التقى إبستين عشرات المرات في بضع سنين أثناء رئاسته.

وصدق المثل القائل: "لو كان العالم رأسًا... لكان اليهود صداعه".

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
مهندس أردني مقيم بين الدوحة وعمان، روائي وكاتب مهتم بالقضايا العامة، الإسلامية والاجتماعية والتربوية. صدر له: - حاجز الزمن، وهي قصة من الخيال العلمي - الضوء المنحني، وهي قصة من الخيال العلمي - المهاجر، قصة لاجئ في النكبة - صحبة البر، وهو كتاب في أدب الرحلات - الخبز الأحمر في تذكرة أحوال طوفان الأقصى

شاهد أيضاً

“آرون بوشنل” و”راشيل كوري” وجهان لعملة إنسانية واحدة (2-2)

تحدثنا في الجزء الأول من هذا الموضوع وقلنا: إن النفس البشرية السويّة تحرّكها الأحداث الجسام …