قمة العرب وفرصتهم الأخيرة لما قبل تخلق النظام الدولي

الرئيسية » حصاد الفكر » قمة العرب وفرصتهم الأخيرة لما قبل تخلق النظام الدولي
قمة العرب وفرصتهم الأخيرة لما قبل تخلق النظام الدولي - حازم عياد - صحيفة السبيل

وجه الرئيس التركي تحذير لقادة الاحتلال الإسرائيلي خلال فعالية حزب العدالة والتنمية الحاكم بمدينة إسطنبول صباح اليوم السبت قال فيه، إن “الذين يتحركون بوهم الأرض الموعودة، سواء اعترفوا بذلك أم لا، عليهم أن يعلموا أنه لا مكان للإرهاب ولا للتوسع القائم على الإرهاب في مستقبل منطقتنا”، وأردف قائلا “بينما يتم إعادة رسم الحدود في منطقتنا بالدماء والدموع، فإننا لن نسمح بإعادة (تطبيق) سياسة فرق تسد”.

إشارات واضحة من الرئيس التركي لطبيعة التهديدات التي تواجهها تركيا ودول الإقليم تسبق مشاركته يوم بعد غد الاثنين بالقمة العربية الإسلامية في الدوحة، و التي سيشارك فيها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الى جانب رؤساء باكستان واندونيسيا وهي قمة لم تكن ممكنة في بداية القرن الماضي للعرب والمسلمين عندما رسمت باريس ولندن خرائط المنطقة وتقاسمت النفوذ فيها دون ان يكون لشعوب المنطقة ودولها راي فيه.

بدورها نشطت الدبلوماسية المصرية على نحو أقلق زعيم المعارضة يائير لابيد الذي اعتبر اقتراح القاهرة إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية “ضربة الموجعة لاتفاقيات السلام” ، فهل تنجح الدول العربية والإسلامية في قمتها بالانتقال من الإدانة الى الفعل والعمل لمعاقبة الاحتلال وعزله بعد أن ثبت لها بالقول والفعل، نوايا الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها تارة بادعاء نتنياهو ارتباطه روحيا بمشروع “إسرائيل الكبرى” الذي يطال تركيا ومصر والسعودية، وتارة بعدوانه على قطر الوسيط المعتمد لدى الحليف والشريك الأمريكي المزعوم لدول المنطقة.

فالقمة لن تناقش عدوان الكيان الإسرائيلي على غزة والدول العربية فقط ، فعدوانها تجاوز ذلك ليشمل دول المنطقة برمتها المستهدفة بالمخططات الإسرائيلية الحالمة بإقامة “إسرائيل الكبرى” وإعادة رسم خرائط المنطقة ، ما يفسر تصريحات الرئيس التركي اردوغان ويعكس في الآن ذاته دعوة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الدول الإسلامية إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة المرتقبة في الدوحة وذلك عبر حسابه على موقع اكس.

لذلك فان قمة الدوحة اما ان تعكس نجاحا إسرائيليا وامريكيا بفتح الباب لمرحلة جديدة من مراحل الانقسام والضعف والتشرذم العربي وهو الرهان الإسرائيلي الأساس في التعامل مع المجموعة العربية والإسلامية، واما ان تكون بداية جديدة وحقيقة لردع الاحتلال وعزله خصوصا وان البيئة الدولية والإقليمية باتت مهيأة لذلك.

القمة العربية الإسلامية ليست ترفا ولا منبر خطابة وإنما فرصة حقيقة لمشروع عربي إسلامي لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المغطاة بمظلة سياسية وامنية أمريكية، وهي قمة الفرصة الأخيرة للعرب والمسلمين لاكتساب احترام القوى الدولية الصاعدة كالصين وروسيا والهند والبرازيل من خلال مواجهة التحدي الصهيوني ووضع أنفسهم على خريطة التحولات الدولية التي توفر فرصا هائلة للتجمعات الإقليمية الفاعلة، فرصة ان ضاعت فإن بديلها “إسرائيل الكبرى” التي لن تكتفي باكتساب المشروعية من اميركا بل مشروعية أيضا من القوى الصاعدة، بعد أن يكون العرب والمسلمون قد خذلوا انفسهم قبل ان يخذلهم العالم الاخذ بالتشكل على وقع الصراعات والانقسامات الممتدة من صدع اوراسيا في أوكرانيا الى صدوع المحيط الهادي والهندي، وخلجان الأطلسي في الكاريبي وبحر الشمال وممراته.

ختاما .. العدوان الإسرائيلي على قطر وفر المشروعية لتحرك العربي واسلامي لإطلاق مشروع مشترك بمعزل عن الاحتلال الإسرائيلي والتوجهات الامريكية الانعزالية الباحثة عن أطر إقليمية تتعاون معها وتنقل إليها مسؤولية الهيمنة على منطقتنا ، فأميركا تنسحب بغطاء من هجوم إسرائيلي متوحش يقوده نتنياهو لإعادة تشكيل الإقليم ونقل مسؤولياته للكيان، اسوة بما تنوي اميركا فعله في أوكرانيا وبولندا و ما يمكن ان يحدث في جنوب شرق آسيا والباسفيك مستقبلا، فهل يدخل العرب التاريخ ام يتخلوا عن صنعه لصالح مشروع إسرائيل الكبرى.

شاهد أيضاً

طبيبة أسنان تحت النار: مداواة الوجوه وسط حرب غزة

لم يخطر ببالنا يوما، نحن أطباء الأسنان، أن نصبح مسعفين في ساحات القتال! كنا نعرف …