بيانات معظم الدول العربية المنددة بالعدوان الصهيوني على دولة قطر لم يشر من قريب أو بعيد إلى إدانة محاولة الكيان اغتيال قادة حركة المقاومة حماس، أو حتى الإشارة إليهم على أنهم الوفد المفاوض للحركة.
ذلك التجاهل ليس صدفة، فهو يعبر عن مواقف تلك الدول من حركة المقاومة الإسلامية حماس. لكن هذا الموقف، الذي كان بالإمكان تعديله على الأقل مؤقتا، ربما يعتبره الكيان قبولا ضمنيا باغتيال قادة الحركة، وأن تلك المحاولات مشروعة شريطة أن لا تُنتهك سيادة الدول الحليفة لواشنطن، فالكيان يعتقد أنه لا بواكي لقادة حماس، ولذلك فليس هناك أي ضوابط لاستهدافهم.
الإرهابي المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية حاول استغلال إدارة الظهر العربي لحركة حماس، وربط مبررا جريمته النكراء باغتيال الولايات المتحدة لزعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، الدولة الحليفة لواشنطن.
الإرهابي نتنياهو لم يستوعب كل تلك الإدانات لجريمته في الدوحة، ولسان حاله يقول إن قادة حماس كقادة تنظيم القاعدة أهداف مشروعة أينما وجدوا، وهو ما يقبله ضمنا العالم كله، فلماذا كل هذه الإدانة!!
للأسف لقد انطلت خديعة أن الكيان يستهدف في حربه حركة حماس، ولا زال الغزيون ومعهم العرب يدفعون ثمن هذه الخدعة حتى الآن، وللأسف يبدو أنهم لا يريدون الاستفاقة منها، والدليل أنهم تجاهلوا التنديد بمحاولة اغتيال قادة حماس وكأنهم لا يزالون يصدقون خدعة الإرهابي نتنياهو بأنه إنما يحارب حركة حماس. ويبدو أن الخدعة التي لا زالت تنطلي على العرب!!
لكن الإرهابي نتنياهو لا يفتأ يمارس هوايته المفضلة في الكذب والتضليل، ومن بينها محاولة تشبيه اغتيال قادة حركة حماس باغتيال قادة القاعدة.
ويتجاهل الإرهابي نتنياهو أن هناك فروقا جوهرية هنا؛ فتنظيم القاعدة كان معزولا وغبر مقبول من كل الأسرة الدولية، ولا يوجد أي دولة تعترف به، فيما حركة حماس هي حركة تحرر وطني كما تعترف بها تركيا وإيران، وهي حركة لها علاقاتها في الإقليم والعالم، فهناك ممثل لها في دولة لبنان وممثل لها في دولة الجزائر، وممثل لها في دولة إيران، وقادتها يجرون زيارات علنية إلى روسيا والصين والمغرب. كما أن الحركة جزء من الشعب الفلسطيني وقد نالت ثقته في آخر انتخابات تشريعية، كما تحظى بتأييد كبير لدى الشعوب العربية كافة.
ثم إن الحركة الفلسطينية حصرت صراعها مع الكيان الذي يحتل أرضها ويشرد شعبها، كما أنها حصرت عملياتها داخل الأراضي المحتلة، عكس تنظيم القاعدة. ومن هنا فليس هناك أي ثارات لأي دوله ضد حماس، فيما نفذ تنظيم القاعدة عمليات مسلحة داخل دول عربية مثل السعودية والأردن.
وفيما كان وجود أسامة بن لادن في باكستان بشكل سري ومتخفٍ، ودون إذن من دولة باكستان، فإن وجود قادة حماس سواء في قطر أو تركيا أو لبنان أو الجزائر أو إيران هو وجود علني، وبترتيب من الدولة المضيفة.
معلومات الموضوع
الوسوم
مراجع ومصادر
- صحيفة السبيل
