يصف المفكر الفلسطيني منير شفيق ما يجري في قطاع غزة الآن بـ”نصف حرب”، ولـ”نصف الحرب” هذه برأيه نتائج كارثية على الفلسطينيين في القطاع، وهي مريحة لكل من مجرم الحرب المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو وعرابه في البيت الأبيض دونالد ترامب الذي قطف الثمرة كلها، فـ”الرأي العام العالمي يتوقع أن حرب الإبادة توقفت، وقد رفعت أو خفتت الضغوط الأخرى العربية والإسلامية والدولية. وبهذا يكون مشروع ترامب قد أنقذ نفسه، وأخرج نتنياهو المنبوذ عالميا من مأزق، من دون أن يلتزم، تماما، بوقف إطلاق النار الذي ترجمه الاتفاق على المرحلة الأولى من مشروع ترامب”.
ويخلص شفيق (رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج) في مقال له منشور في موقع “عربي21” إلى القول “إن العودة إلى الحرب في غزة، لها محاذير كثيرة، ولكنها ستظل أفضل من حالة نصف حرب التي يفرضها نتنياهو. وقد أخذ يرتفع بها لتوازي الحرب، ولا سيما من خلال استمرار القصف والقضم، والتحكم في إدخال المساعدات وتوزيعها”.
لا شك أن عودة الحرب أمر لا يريده أحد، ولا شك أن جميع دول المنطقة لا تريد عودة الحرب، وحتى ترامب نفسه فإنه على الأرجح لا يريد عودة الحرب فهو “حريص على نجاح مشروعه العربي- الإسلامي، الذي مدّه حتى شمل إندونيسيا، مما يجعل من فشله، بسبب العودة إلى الحرب في غزة، ضربة قاسية لاستراتيجيته” بحسب شفيق. لكن استمرار ما يسميه شفيق “نصف الحرب” بل وتوسيع ذلك المفهوم ليصبح ربما “ثلاثة أرباع حرب” مع صمت وربما موافقة واشنطن واستمرار عجز الموقف العربي الإسلامي، وحشر الفلسطينيين في الزاوية، ربما يجعل فعلا من خيار عودة الحرب خيارا واقعيا.
بالنسبة لشفيق فـ”ينبغي لترامب أن يختار بين فشل مشروعه وعدم الضغط على نتنياهو، أو ضغط يجبره على وقف حالة نصف الحرب”، وهذا الضغط يمكن أن يمارسه الجانب العربي والإسلامي وهو قادر عليه.
معلومات الموضوع
الوسوم
مراجع ومصادر
- صحيفة السبيل
