جماعة المسلمين- د.صلاح الصاوي

من ضمن أهم المشكلات التي أدى إليها الاستعمار، وحالة الانحدار الحضاري التي مرت بها الأمة الإسلامية في القرون الأخيرة، هي التشرذم والتفرق، مع ظهور حركات قومية وشعوبية، أعلت من شعارات انتماءات ضيقة لى حساب الانتماء إلى الأمة.

ولذلك كانت هذه المشكلة على رأس أولويات أدبيات الكُتَّاب والمفكرين الصحويين، في مرحلة ما بعد الصحوة المعاصرة، والتي بدأت إرهاصاتها في منتصف السبعينيات الماضي.

وبين أيدينا كتاب بعنوان: "جماعة المسلمين: مفهومها وكيفية لزومها في واقعنا المعاصر"، للمفكر الإسلامي، الدكتور صلاح الصاوي، صدر في الثمانينيات الماضية، في 134 صفحة، قسَّمها المؤلف إلى ستة فصول، مع مقدمة وخاتمة بنتائج الكتاب الذي وضعه المؤلف في صورة دراسة علمية.

الدراسة تركز على منطلقات أساسية، أولها ضرورة الاجتماع الإنساني، وثانيها، أهمية التزام الجماعة عند المسلمين، مركزًا على مذاهب أهل السُّنَّة والجماعة في هذا الصدد.

الفصل الأول، "لزوم الجماعة أصل من أصول أهل السُّنَّة والجماعة"، تناول معنى الجماعة في اللغة، وفي النصوص الشرعية، ومراتب الخروج على الجماعة من هذه النصوص، ومنهج الاجتماع بين المسلمين في هذا الصدد، مثل الاجتماع على الإيمان، وفي أوقات السلم والحرب، وغير ذلك.

الفصل الثاني، "الإطار السياسي للجماعة"، وتناول قضية الإمامة والولاية في ظل ما أطلق عليه "شغور الزمن عن السلطان"، وقال إنه في هذا الإطار، لا شرعية للولايات في إطار النظم العلمانية والوضعية، والإطار السياسي للجماعة في حال غياب النظم الشرعية.

الفصل الثالث، "مَن هم أهل الحل والعقد؟"، تناول فيه المؤلف منزلة العلماء، وأهميتهم، ودورهم في عصرنا الحديث، لتحقيق لزوم الجماعة في الإطار السياسي، في ظل خلو الزمان من السلطان، ويحدد المؤلف في هذا الصدد، صفات أهل الحل والعقد، وخطورة دورهم باعتبارهم قادة الأمة في هذه المرحلة.

الفصل الرابع، "الجماعة في الإطار السياسي بين الغُلاة والجُفاة"، ناقش فيه اعتبارات الذين ينازعون في شرعية الجماعات الإسلامية بمفهومها المعاصر، واعتبارات مَن يعتبرونها من أصل الدين، وكذلك الذين يقصرون جماعة المسلمين على تجمعهم الخاص، والمانعون من التعاون لإقامة الجماعة مع أصحاب الاجتهادات المخالفة لهم.

الفصل الخامس، "قواعد كلية لمواجهة فتنة التفرُّق"، كان صغير الحجم، وفيه ناقش فكرة اتحاد الجماعات الإسلامية الموجودة حاليا.

الفصل السادس، "في الطريق إلى جماعة المسلمين"، كان كذلك قليلاً في عدد صفحاته، وفيه وضع خيارات وطرائق عمل كبدائل متعددة لتوحيد المسلمين في جماعة واحدة.