يدرس هذا الكتاب، "التفسير السياسي للإسلام"، مجموعة من الأدبيات التي وضعها رموز مؤسسون في الحركة الإسلامية، سواء الإخوان المسلمون، أو الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية، حول الجوانب السياسية للإسلام، وتنظيم الدين والشريعة لشؤون السياسة والحكم.
والكتاب حمل عنوانًا كبيرًا، هو "التفسير السياسي للإسلام في مرآة كتابات الأستاذ أبي الأعلى المودودي والشهيد سيد قطب"، ولكنه لم يقف عند كتب وأدبيات قطب والمودودي؛ حيث تناول هذه القضية في أدبيات رموز آخرين، مثل المستشار حسن الهضيبي، المرشد العام الثاني للإخوان المسلمين، والأمير عبد القادر الجزائري.
الكتاب جاء في 159 صفحة، ووضعه مؤلفه في صورة مقالات، تناول كلٌّ منها نظرة على مفهوم من المفاهيم المتعلقة بالسياسة والحكم، وكيف نظَّمها الإسلام.
ولكن الندوي لم يقف في كتابه عند هذا الحد فحسب؛ حيث تناول كذلك قضايا العبودية الحقة، واتصالها بمفهوم الحاكمية الذي طرحه كلٌّ من المودودي وقطب، كما تناول قضية الجهاد وأهميته كفريضة منسية من فرائض الإسلام.
وفي هذا الإطار، ربط الندوي بين مفهوم الجهاد وحاكمية الشريعة، وبين كفاح القوى الإسلامية للتحرر من الاستعمار في العالم العربي والإسلامي، من خلال تجارب، مثل تجربة الجزائري والحركة السنوسية وتجربة الإخوان المسلمين، وغيرها.
وكان من الملاحَظ أن الندوي قدر ركَّز في هذا الصدد، على القرآن الكريم كمرجعية فيما يحدده من قضايا كبرى للأمة، وكيف يمكن أن تستعيد ريادتها الحضارية.
ثم ختم كتابه بالحديث عن قضية إقامة الدين والشريعة واشتراطاتها وواجباتها.
