غزة تُدفن تحت الركام والبرد: الاحتلال يحوّل المنخفض الجوي إلى أداة قتل جديدة

الرئيسية » حصاد الفكر » غزة تُدفن تحت الركام والبرد: الاحتلال يحوّل المنخفض الجوي إلى أداة قتل جديدة
غزة تُدفن تحت الركام والبرد.. الاحتلال يحوّل المنخفض الجوي إلى أداة قتل جديدة – مؤسسة حضارات – حضارات

ارتفعت الحصيلة الأولية لضحايا الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة إلى 14 شهيدًا، بينهم أطفال ونساء، نتيجة انهيارات كلية وجزئية لمنازل ومبانٍ سكنية بفعل المنخفض الجوي العميق الذي يضرب القطاع منذ يوم الأربعاء، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني.

لكن هذه المأساة لا يمكن فصلها عن سياقها الحقيقي. فالمنخفض الجوي لم يكن ليحصد هذا العدد من الأرواح لولا سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي حوّلت غزة إلى منطقة منكوبة بلا حماية، بلا بنية تحتية، وبلا أدنى مقومات الأمان الإنساني.

كوارث “طبيعية” صنعتها يد الاحتلال

الضحايا لم يُستشهدوا بسبب الطقس وحده، بل بسبب الحصار والدمار الممنهج الذي دمّر عشرات آلاف المنازل، وترك مئات آلاف الفلسطينيين يعيشون في مبانٍ متصدعة، أو خيام مهترئة، أو منازل آيلة للسقوط، بعد أكثر من عامين على حرب إبادة شاملة استهدفت الحجر والبشر معًا.

الاحتلال، الذي دمّر الأحياء السكنية بالكامل، ومنع إعادة الإعمار، وواصل إغلاق المعابر، يتحمّل المسؤولية المباشرة عن تحويل أي منخفض جوي إلى كارثة قاتلة، وعن ترك المدنيين — وخاصة الأطفال والنساء — في مواجهة البرد والمطر والرياح دون مأوى آمن.

إبادة مستمرة بأدوات متعددة

ما يجري في غزة ليس حادثًا عرضيًا، بل حلقة جديدة من سلسلة إبادة بطيئة تستخدم فيها إسرائيل كل الوسائل: القصف، التجويع، الحصار، التهجير، والآن تعريض السكان للموت تحت الركام وفي العراء.

فالاحتلال لا يكتفي بالقتل المباشر، بل يهيّئ الظروف التي تجعل الحياة نفسها مستحيلة، ثم يترك الفلسطينيين يواجهون مصيرهم، في ظل صمت دولي مريب وعجز أخلاقي فاضح.

صرخة إنسانية لا تحتمل التأجيل

إن استمرار سقوط الضحايا بسبب انهيار المنازل والبرد القارس هو جريمة مكتملة الأركان، لا تقل خطورة عن القصف المباشر. وهو دليل إضافي على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة هو إبادة جماعية مستمرة تُنفَّذ أمام أعين العالم.

غزة اليوم لا تطلب تعاطفًا عابرًا، بل تحمّلًا حقيقيًا للمسؤولية:

مسؤولية الاحتلال أولًا، ومسؤولية المجتمع الدولي الذي يواصل الفشل في حماية المدنيين الفلسطينيين، ووقف الجرائم التي تُرتكب بحقهم يومًا بعد يوم.

المطر كسلاح والمقاومة كإيمان

في غزة، حتى المطر بات سلاحًا… لأن الاحتلال قرر أن يكون الموت هو القاسم المشترك لكل الفصول.

أما الشعب الفلسطيني في غزة فقد قرر أن يكون سلاحه الإيمان واليقين بنصر الله، مهما صعبت الظروف، وما زال الأمل موجودًا. فبالأمل تنتصر الشعوب المستضعفة، إذ ليس لها خيار إلا ذلك حتى تتغير الظروف وتتبدل المعطيات، وحتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.

شاهد أيضاً

الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا ويبنيها من جديد، أو أنه جاء ليسبح …