تُعتَبر الفرق والمذاهب الإسلامية من بين أهم المباحث التي عُنيَ بها المفكرون الإسلاميون عبر التاريخ، سواء الأقدمون أو المحدثون، باعتبار اتصالها بالقضيتَيْن الأهم في حياة المسلمين، وهما: العقيدة ووحدة الجماعة المسلمة.
وبين أيدينا موسوعة مهمة بعنوان: "تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد وتاريخ المذاهب الفقهية"، للإمام محمد أبو زهرة.
الموسوعة جاءت في 685 صفحة، وصدرت عن "دار الفكر العربي بالقاهرة".
تضمنت الموسوعة كتابَيْن؛ الأول؛ في السياسة والعقائد، وتناول فيه قضايا عامة أولاً، حول الاختلاف الفكري بين الناس، وأسباب اختلاف المسلمين.
ثم تناول بعد ذلك ما أطلق عليه مسمى "المذاهب السياسية الإسلامية الدينية"، وفيها مذاهب الشيعة والخوارج.
كما تناول المذاهب الاعتقادية، والفرق الكلامية، من قديم، مثل المعتزلة والأشاعرة والسلفيون والماتريدية، وصولاً إلى المحدثين، مثل الوهابية والبهائية والقاديانية، ومواقفهم من القضايا الأهم في العقيدة، وعلى رأسها التوحيد.
الكتاب الثاني، تناول تاريخ المذاهب الفقهية، وبدأه بتناول الاجتهاد ومفاهيمه الأساسية وأدواره، وموقعه من السلوك النبوي، وفي عصور الصحابة والتابعين، وتاريخ الفقه الإسلامي بشكل عام.
وفي هذا الإطار، وبجانب المذاهب الفقهية الأربعة لأهل السُّنَّة والجماعة، تناول المكونات الفقهية والقضايا الاجتهادية الأساسية لدى الشيعة والخوارج.
وأهمية الموسوعة ليست فقط في محتواها الثري والتدقيق الذي تناول به المؤلف الموضوعات التي اهتم بها؛ حيث حرص على تناول كل المذاهب والفرق التي ظهرت في تاريخ المسلمين والمقولات الأساسية لأصحابها، وإنما كذلك أهميتها في الناحية التأريخية لها؛ حيث تناول أبو زهرة فيها تاريخ الفقه والاجتهاد، والتاريخ الإسلامي السياسي والعام من خلال تناول تاريخ تأسيس ونشأة كل فرقة ومذهب منها، وصراعاتها ومواقف الحُكَّام المسلمين منها ومن دعاتها ومتبنِّيها.
| File | Action |
|---|---|
| تاريخ المذاهب الإسلامية.pdf | تحميل |