- Version
- Download 83
- File Size 15.85 MB
- File Count 1
- Create Date 27 يوليو,2025
- Last Updated 19 يوليو,2025
ابني ورحلة السنوات الست - محمد كليب
يأخذنا كتاب "ابني ورحلة السنوات الست" في رحلة صادقة وعميقة يخوضها المؤلف – بصفته أبًا – مع طفله في سنواته الست الأولى، وهي المرحلة التي تُعدّ الأشدّ حساسية في تشكيل شخصية الإنسان. لا يتحدث المؤلف هنا من منبر تنظيري ولا من موقع تربوي أكاديمي، بل من قلب التجربة الوالدية، بلحظاتها اليومية الحقيقية، بتقلّباتها وتحدياتها وبهجتها، ليخاطب من خلالها كل أب وأم يسعيان لتربية أبنائهما تربية فطرية، راشدة، ومحبة.
يتنقل الكتاب بمحطاته بين مراحل عمرية متتابعة تبدأ من الولادة وتمتد حتى سن السادسة، ليرصد خلالها التحولات المعرفية والانفعالية والسلوكية التي تطرأ على الطفل، ويرافقها بتحليل واعٍ وتفسير مبني على قراءة تربوية نفسية عميقة. ومن خلال ربط التجربة الشخصية بالمصادر العلمية، يتحول النص إلى مرجع عملي ثري، يُوازن بين العاطفة والفهم، وبين التفاعل القلبي والعقل التربوي.
يُبرز المؤلف أهمية هذه المرحلة بوصفها "مرحلة البناء الداخلي"، حيث تتشكّل ملامح الشخصية، وتُرسّخ قيم الطمأنينة والاستقلال والانضباط الذاتي، ولذلك فهو يركّز على مفاهيم جوهرية مثل: الاستجابة لحاجات الطفل، ضبط الوالدين لانفعالاتهم، بناء العادات اليومية بهدوء، التربية بالقدوة لا بالأوامر، والتنشئة على الوعي لا على القمع.
الكتاب لا يقدم وصفات جاهزة، بل مواقف حية متأملة، يتأمل فيها الكاتب ذاته كما يتأمل سلوك ابنه. ومن هذه المساحة الصادقة ينبع أثر الكتاب في نفس القارئ، فيشعر الأبوان بأنهما ليسا وحدهما، وأن التحديات التي يواجهانها طبيعية، لكنها تستحق الصبر والفهم والتعامل البنّاء.
كما يتطرق إلى موضوعات تربوية متعددة، من أبرزها: كيفية التعامل مع نوبات الغضب، وتنمية المهارات الاجتماعية، وتهيئة الطفل للفطام، وتكوين علاقته بالصلاة، وإدارة علاقته بالأجهزة، والتمهيد للمدرسة. ويعرض لكل ذلك بأسلوب بسيط وعميق، بعيد عن التكلف، قريب من الواقع.
إنه كتاب يُعيد للوالدين الثقة بقدرتهم على التربية بالفطرة والتأمل والتعلّم المستمر، ويذكّرهم بأن أبناءهم لا يحتاجون لآباء مثاليين، بل لآباء ناضجين يتطورون معهم.
Attached Files
| File | Action |
|---|---|
| ابني ورحلة السنوات الست.pdf | تحميل |