من القضايا المهمة التي يُنال منها الإسلام من جانب خصومه، هي قضية موقف الإسلام، ونظامه السياسي والاجتماعي، من مسألة حقوق الإنسان، ولاسيما حقوق غير المسلمين في البلدان الإسلامية.
وتأثر أصحاب وجهات النظر السلبية في هذا الأمر بممارسات أنظمة حكم وجماعات نسبت نفسها للإسلام، بينما هي لم تمارسه أو تمارس تعاليمه على أرض الواقع.
وكتاب "الإسلام وحقوق الإنسان: ضرورات... لا حقوق"، للمفكر الإسلامي، الدكتور محمد عمارة، هو من أهم الكتب التي صدرت في العقود الأخيرة، تضع الأمور في نصابها الصحيح في هذا الصدد.
وبين أيدينا نسخة الكتاب التي صدرت ضمن سلسلة "عالم المعرفة" التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عدد (89)، مايو 1985م.
الكتاب يبدأ بمقدمة أكد فيها المؤلف على دور الأنظمة الاستبدادية الحاكمة التي تصبغ على نفسها شرعية الدين، وتمارس أسوأ ألوان الاستقطاب وانتهاكات حقوق الإنسان، في خلق هذه الصورة الذهنية السلبية.
الكتاب جاء في ثماني مقالات ومقدمة وخاتمة مع مجموعة من الوثائق.
المقالات تناولت قضية حقوق الإنسان في الإسلام بشكل عام، والأدلة الشرعية من الكتاب والسُّنَّة التي تقول بأن الإسلام قد تجاوز نقطة الحقوق هذه إلى اعتبارها ضرورات وليس مجرَّد حقوق؛ حيث الحقوق قد تخضع لتقييمات متباينة، وتخضع لتصور الحاكم بالمنح والمنع.
ثم تناول المؤلف بعد ذلك هذه الضرورات بشيء من التفصيل، مثل ضرورة الحرية، وضرورات الشورى والعدل والعلم والاشتغال بالشؤون العامة، وضرورات المعارضة المنظمة، مع الرد على شبهات مَن وصفهم بـ"علماء السوء"، في إشارة إلى بعض علماء الدين الذين أيدوا سياسات الحُكَّام المستبدين، وأصَّلوها شرعيًّا بشكل خاطئ يُدلِّس على الشريعة الإسلامية.
الوثائق التي أرفقها المؤلف جاءت منتقاة لتأكيد ما طرحه في كتابه من آراء، مثل خطبة حجة الوداع، وخطب لأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعمر بن العزيز (رضي الله عنهم)، ووثيقة المدينة، وغيرها؛ حيث عرضت موقف الإسلام الحقيقي في مجال دولة المواطنة والمساواة بين البشر، وأهمية احترام عقائد الناس وحقوقهم وحرياتهم كافة، على مستوى الممارسة الإسلامية السليمة، وليس كما تقوم الحكومات المستبدة في هذا الصدد.
| File | Action |
|---|---|
| 0809.pdf | تحميل |