التربية الفكرية في سياق النهوض الحضاري المنشود – مجموعة مؤلفين

  • Version
  • Download 106
  • File Size 7.31 MB
  • File Count 1
  • Create Date 18 يوليو,2025
  • Last Updated 12 يوليو,2025

التربية الفكرية في سياق النهوض الحضاري المنشود - مجموعة مؤلفين

كتاب "التربية الفكرية في سياق النهوض الحضاري المنشود" يُعدّ مساهمة فكرية رصينة في مشروع استعادة الأمة الإسلامية لدورها الحضاري، من خلال تناول البُعد التربوي بوصفه حجر الأساس لأي نهضة حقيقية. يسعى الكتاب إلى تقديم رؤية تربوية إصلاحية شاملة تُعنى بتكوين العقل المسلم الراشد القادر على التمييز والنقد والبناء، في مواجهة التحديات المعرفية والحضارية التي فرضتها الحداثة الغربية والانحرافات الفكرية الداخلية.

ينطلق المؤلف من فرضية أساسية مفادها أن التراجع الحضاري الذي تعاني منه الأمة مرتبط بضعف التربية الفكرية لدى أبنائها، وبغياب المنهجية السليمة في تشكيل العقول، ما أدى إلى القابلية للاستلاب الثقافي، والتقليد الأعمى، والانغلاق أو التطرف في التفكير. ومن هنا، تأتي التربية الفكرية لتؤسس لمنظومة متكاملة من المبادئ والقيم والمهارات التي تُمكّن الإنسان المسلم من أن يكون واعيًا بتكوينه المعرفي، ومنفتحًا على الآخر، ورافضًا للتبعية.

يقدم الكتاب تصورًا وظيفيًا للتربية الفكرية، بوصفها عملية مستمرة تبدأ في سن مبكرة، وتستمر مع الإنسان طوال حياته، وتقوم على تكوين عقل نقدي متزن، يتعامل مع المعارف ضمن منهجية تحقق التوازن بين الثوابت والمتغيرات، وبين النقل والعقل. وقد أكد المؤلف على مركزية "المرجعية الإسلامية" في هذه التربية، دون أن يعني ذلك الانغلاق، بل على العكس، يرى أن التربية الفكرية الراشدة تُشجع على الانفتاح الواعي، والمقارنة، والتحليل، والحوار.

يتناول الكتاب عددًا من الإشكاليات المتعلقة بالتربية الفكرية، منها: أزمة المرجعية، إشكالية التقليد في الفكر الإسلامي، أثر التغريب، ضعف المهارات النقدية، وتأثير وسائل الإعلام والثقافة الجماهيرية على تشكيل العقل الجمعي. كما يستعرض النماذج التربوية الغربية ويقارنها بالرؤية الإسلامية، في محاولة لبلورة مشروع تربوي إسلامي أصيل ومعاصر في آنٍ معًا.

ويُلاحظ أن المؤلف لا يكتفي بالتحليل النظري، بل يُقدّم أيضًا موجهات عملية لتفعيل التربية الفكرية في الواقع التربوي والتعليمي، سواء من خلال المناهج، أو إعداد المعلمين، أو في الخطاب الدعوي والثقافي. ويُعطي أهمية خاصة للمرحلة الجامعية، بوصفها ساحة حرجة في تشكيل الوعي، داعيًا إلى إعادة بناء المنظومة التعليمية بما يتناسب مع أهداف النهوض الحضاري، وبما يحقق التكامل بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والطبيعية.

ينتهي الكتاب برسالة واضحة: إنّ النهوض الحضاري للأمة الإسلامية لن يتحقق من خلال مجرد الشعارات أو الاجتهادات الفردية، بل لا بد من مشروع تربوي فكري جماعي منظم، يعيد تشكيل العقل المسلم على أسس أصيلة، ناقدة، ومتجددة، تستلهم التاريخ وتستشرف المستقبل.

Attached Files

FileAction
التربية-الفكرية-في-سياق-النهوض-الحضاري-المنشود.pdf تحميل