تُعتبر قضية علاقة الدين بالعلم والعقل، من أهم المجالات والمنافذ التي ينال بها خصوم الإسلام منه ومن الأمة، في ظل ما ترتب على قرون الانحطاط الحضاري التي مرت بها الأمة في القسم الأخير من تاريخها، من آثار غذتها القوى والحضارات التي تضمر الخصومة للدين والأمة المسلمة.
ولذلك، كان لتصحيح هذه الصورة مكانة مهمة في أدبيات رموز الصحوة الإسلامية في العقود الأخيرة من عمر الصحوة.
وفي هذا الإطار، يأتي الكتاب الذي بين أيدينا، ويحمل عنوان: "التعاضد المتين بين العقل والعلم والدين"، والذي وضعه العلامة المغربي محمد الفاسي، وصدر عن "مركز التراث الثقافي المغربي" و"دار ابن حزم"، في العام 2005م، وجاء في 140 صفحة، وحققه الدكتور محمد بن عزوز.
الكتاب جاء في منهجية علمية منضبطة بدت في حرص المؤلف والمحقق على نقطة المصادر والمراجع، وعلى وضع فهارس متعددة للموضوعات والآيات والأحاديث والأعلام وغير ذلك.
رسالة الكتاب الأساسية، هي تبيان موقف الدين من العقل والعلم، والتأكيد على أن الدين لا يعلي من شأنه فوق العقل والعلم، وأدلة ذلك من القرآن الكريم وصحيح السُّنَّة النبوية، وفي هذا الإطار، تناول بعض القواعد التي تؤكد ذلك من الشريعة، ومن الفقه الإسلامي، وأدوات الفقيه للوصول إلى الحكم الشرعي في حالة أو قضية ما.
