• Version
• Download 89
• File Size 1.13 MB
• File Count 1
• Create Date 13 سبتمبر,2025
• Last Updated 30 أغسطس,2025

الحرية بين الإسلام والفكر الغربي - د. عطية عدلان

كتاب الحرية بين الإسلام والفكر الغربي للدكتور عطية عدلان هو دراسة فكرية مقارنة تبحث في مفهوم الحرية كما صاغته المرجعية الإسلامية وكما تبلور في الفلسفات الغربية. ينطلق المؤلف من حقيقة أن الحرية مطلب إنساني أصيل، وشعار رفعته الشعوب عبر العصور، لكنه يثير السؤال الجوهري حول ما إذا كانت الحرية في الإسلام تختلف عن مثيلتها في الفكر الغربي في الأسس والمنطلقات والغايات، أم أن الاختلاف محصور في التفاصيل والمظاهر.

يبيّن المؤلف أن الإسلام يقرر الحرية ويجعلها جزءًا من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، إذ يولد الإنسان حرًّا ومكرمًا بعبوديته لله وحده، وهذه العبودية هي التي تخلصه من كل قيد يذلّه. بهذا المعنى تكون الحرية في الإسلام تحررًا حقيقيًا، لأنها تجعل الإنسان عبدًا لله وحده، فلا يخضع لسواه، ولا يقبل أن يستعبده أحد. وفي المقابل، يوضح أن الحرية في الفكر الغربي ولدت من صراع طويل مع الكنيسة والاستبداد السياسي، فارتبطت بالثورات على السلطة المطلقة، ثم تطورت في ظل الفلسفة الحديثة لتُبنى على الفردية والقانون الطبيعي، وصولًا إلى الليبرالية المعاصرة التي جعلت الحرية الفردية مطلقة، ولو على حساب الدين والقيم والأخلاق.

يناقش الكتاب قضية القيود على الحرية، فبينما يرى الفكر الغربي أن الحرية يجب أن تُقيَّد فقط بعدم الإضرار بالآخرين، يبين الإسلام أن الحرية ليست مطلقة من كل قيد، وإنما هي مقيَّدة بضوابط الشريعة التي توازن بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع، وبين الحرية والعدل، وبين المصالح والمفاسد. وهكذا فإن الحرية في الإسلام ليست فوضى، بل قيمة مؤطرة بمقاصد الشريعة التي تحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال.

يخلص المؤلف إلى أن الحرية في الإسلام مقصد أصيل من مقاصد الشريعة، وشرط أساسي لتحقيق كرامة الإنسان واستخلافه في الأرض. لكنها حرية منضبطة بمرجعية ربانية، تجعلها حرية آمنة منتجة، بخلاف الحرية الغربية التي تحولت في كثير من الأحيان إلى شعار استعماري أو ذريعة للفوضى والانحلال. وبذلك يقدم الكتاب رؤية متكاملة تكشف أن الحرية في الإسلام أوسع مدى وأعمق أثر، لأنها ترتبط بالإنسان في حقيقته وغاياته، وتحرره من عبودية البشر إلى عبودية خالقه، في حين أن الحرية في الفكر الغربي بقيت مقيدة بإطار مادي صرف، فقدت معه بعدها الروحي والأخلاقي.

Attached Files