ضمن مجموعة "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم"، للدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يأتي هذا الكتاب، "الصبر في القرآن الكريم"، والذي صدرت هذه النسخة التي بين أيدينا منه، عن مكتبة "وهبة" القاهرية، في العام 1989م، وكانت الطبعة الثالثة منه.
الكتاب جاء في 104 صفحات، وعالج قضية كانت من الأهمية بمكان في سنوات الصحوة الإسلامية المعاصرة، مع إدراك المفكرين الإسلاميين لصعوبة المرحلة، وطول أمد الرحلة.
تضمن الكتاب في هذا الإطار، خمسة فصول، تمحورت حول فضيلة الصبر، وكيف تناولها القرآن الكريم.
الفصل الأول من الكتاب، جاء عن حقيقة الصبر في القرآن الكريم، وأنواعه، وضرورته، وحكمه، وفضل التزام المسلم بفضيلة الصبر، مع تزكية ذلك الحديث، بعرض ضرورة المِحَن لأهل الإيمان، وكيف تصرَّف رُسُل الله تعالى، في هذا المضمار.
الفصل الثاني، تناول مجالات الصبر في القرآن الكريم، مثل الصبر على بلاء الدنيا، والصبر على مشتهيات النفس، والصبر على طاعة الله عز وجل، وعلى مشاق الدعوة إليه، والصبر حين اليأس، وأخيرًا الصبر في مجال العلاقات الإنسانية.
الفصل الثالث، تناول منزلة الصبر والصابرين في القرآن الكريم، ومن ذلك، اقتران الصبر بالقيم الروحية في الإسلام، وأفضلية الصابرين في مواضعهم بين أهل الإيمان، وترتيب رب العزة لخيرات في الدنيا والآخرة، جزاء فضيلة الصبر.
الفصل الرابع، عرض لبعض القصص القرآني حول شخصيات صابرة ذكرها كتاب الله عز وجل، وهي: أيوب، ويعقوب، ويوسف، وإسماعيل، وصبر أولي العزم من الرُّسُل.
أما الفصل الخامس والأخير، فقد تناول معينات الصبر في القرآن الكريم، مثل المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا، وأنها زائلة ومؤقتة، ومعرفة الإنسان بنفسه، واليقين بحسن الثواب من الله تعالى، واليقين بالفرج، والاستعانة بالله تعالى، مع التحذير من بعض الآفات التي تعيق عن الصبر بالشكل المأمول.
