القتل والتحريض عليه في المناهج الإسرائيلية – د. عبد الله اليحيى

  • Version
  • Download 44
  • File Size 4.10 MB
  • File Count 1
  • Create Date 1 سبتمبر,2025
  • Last Updated 30 أغسطس,2025

القتل والتحريض عليه في المناهج الإسرائيلية - د. عبد الله اليحيى

كتاب القتل والتحريض عليه في المناهج الإسرائيلية يُعَدّ من الدراسات التوثيقية المهمة التي تكشف طبيعة التعليم في إسرائيل، وكيف يتحوّل المنهاج الدراسي إلى أداة لزرع الكراهية وتبرير القتل ضد الشعب الفلسطيني. يوضح المؤلف أن ما يحدث على أرض الواقع من اعتداءات وجرائم ليس انعكاسًا لممارسات فردية عابرة، وإنما هو نتيجة مباشرة لفكرٍ مؤسسيّ يُغرس في نفوس الناشئة منذ المراحل الأولى من التعليم.

يستند الكتاب إلى فرضية مركزية مفادها أن التعليم اليهودي في فلسطين المحتلة قد بُني ليكون وسيلة لتشكيل عقلية عدائية، تُبرر قتل الفلسطينيين وإقصاءهم، وتُغذي نزعة التفوق والهيمنة. ولهذا فإن المناهج لا تقف عند حدود التثقيف المعرفي، بل تمتد إلى تبرير القتل باعتباره "حقًا دينيًا وتاريخيًا"، مستندة إلى نصوص تُفسَّر تفسيرًا صهيونيًا يخدم المشروع الاستيطاني. ويعرض المؤلف صورًا عملية للقتل الممنهج الذي تعرض له الفلسطينيون، مع ربط هذه الصور بالخطاب التربوي الذي يغرس في عقول الطلاب.

كما يكشف الكتاب عن أهداف التعليم اليهودي منذ نشأة الكيان الصهيوني، مبينًا أنه لم يُصمم لتحقيق التنمية أو بناء شخصية متوازنة، بل كان منذ البداية وسيلة لتغذية العداء وتأبيد الصراع. ويُفرد مساحة واسعة للحديث عن التعليم الديني الذي يُعيد إنتاج نصوص الكراهية والانتقائية في التفسير، وعن عسكرة التعليم عبر فرض مضامين عسكرية إلزامية في المقررات الدراسية تجعل الطالب اليهودي مستعدًا للانخراط في الجيش مبكرًا.

ويتطرق الكتاب إلى مصادر التعليم اليهودي والمناهج المعتمدة، فيكشف ما تتضمنه من مضامين تحريضية وصور ذهنية للعدو الفلسطيني باعتباره هدفًا مشروعًا للعنف والإقصاء. ويستشهد المؤلف بعدد من التقارير والشهادات الدولية التي أدانت هذا النوع من التعليم واعتبرته مخالفًا لمواثيق حقوق الإنسان، ومناقضًا لدعوات السلام والتعايش التي ترفعها إسرائيل في خطابها السياسي والإعلامي.

أهمية هذا الكتاب تكمن في كونه يسلط الضوء على أحد أخطر جوانب الصراع العربي الإسرائيلي، وهو التعليم الذي يعمل كـ"مصنع أيديولوجي" لإنتاج أجيال مشبعة بروح القتل والعداء. فالاحتلال لم يقتصر على القوة العسكرية والسياسية، بل امتد إلى بناء منظومة معرفية وتربوية تؤسس للعنف وتكرسه في نفوس الأجيال. ومن هنا فإن الكتاب يشكل مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بقضايا الصراع، ويدخل في صلب النقاش حول القضية الفلسطينية والتربية والتعليم ودور الأيديولوجيا الصهيونية في إدارة الصراع.

Attached Files

FileAction
bnr49891-1.pdf تحميل