- Version
- Download 25
- File Size 32.69 MB
- File Count 1
- Create Date 27 نوفمبر,2025
- Last Updated 16 نوفمبر,2025
النظرية البنائية وتطبيقاتها التربوية - د. عصام الدليمي
يقدّم كتاب "النظرية البنائية وتطبيقاتها التربوية" رؤية تربوية معاصرة لفهم التعلم بوصفه عملية بناء نشطة للمعرفة، لا مجرد تلقٍّ سلبي للمعلومات. فالكتاب ينتمي إلى أدبيات التربية الحديثة التي أحدثت تحولًا جوهريًا في نظرتنا لطبيعة المتعلم ودور المعلم وبنية البيئة التعليمية. وهو موجَّه للمربين والمعلمين والباحثين الذين يسعون إلى تطوير أساليب التدريس بما يتوافق مع حاجات القرن الواحد والعشرين.
تنطلق النظرية البنائية من فكرة محورية: أن المتعلم لا يستقبل المعرفة جاهزة، بل يُنشئها بنفسه من خلال تفاعله مع خبراته السابقة، ومحيطه، وأنشطته الصفية. لذلك يوضح الكتاب أن عملية التعلم ليست نقلًا للمعرفة من عقل إلى عقل، بل هي إعادة بناء مستمرة للفهم، تتشكل عبر التجربة، والحوار، والاكتشاف، وحل المشكلات. ويؤكد أن دور المعلم في البنائية هو دور الموجّه والمرشد، لا دور الملقّن.
يتناول الكتاب الأسس الفلسفية للبنائية كما ظهرت عند روّادها مثل جان بياجيه، الذي ركّز على التطور المعرفي ومراحل التفكير، وجيروم برونر الذي دعا إلى التعلم بالاكتشاف، وبياجيه وفايغوتسكي اللذان أكدا أهمية التفاعل الاجتماعي ودور اللغة في تكوين المعرفة. ويبيّن أن البنائية لا ترفض المعرفة الموضوعية، لكنها تؤمن أن فهمها يختلف من متعلم لآخر حسب خبراته وقدرته على الربط والتحليل.
ويخصص الكتاب مساحة كبيرة لتطبيقات النظرية في التعليم، حيث يبيّن كيفية تصميم الدروس وفق مدخل بنائي:
– اعتماد التعلم النشط بدل الحفظ.
– استخدام الأسئلة المفتوحة التي تدفع المتعلم للتفكير.
– توظيف التعلم التعاوني لبناء المعنى جماعيًا.
– ربط المهام الصفية بالمواقف الواقعية.
– الاعتماد على المشاريع، الملاحظة، والتجريب بوصفها أدوات للتقويم البنائي.
كما يعرض الكتاب أمثلة عملية لخطط دروس ونماذج تطبيقية في المواد المختلفة، مثل اللغة العربية والعلوم والدراسات الاجتماعية والرياضيات، ويشرح كيف يمكن للمعلم أن يصنع بيئة تعليمية تجعل الطالب مشاركًا لا متفرجًا، وباحثًا لا حافظًا، ومبتكرًا لا مقلدًا. ويبرز أهمية الزمن التعلمي الطويل، وإتاحة الفرصة للطالب ليسأل، يجرب، يخطئ، ويعيد المحاولة.
ويمتاز الكتاب بتسليط الضوء على التحولات المطلوبة في دور المعلم: فهو يحتاج إلى مهارات جديدة مثل إدارة الحوار، طرح الأسئلة، بناء التعلم الذاتي، تصميم الأنشطة، وتوظيف أدوات التفكير. كما يركز على التحديات التي قد تواجه تطبيق البنائية، مثل كثافة الفصول، ضعف التدريب، وضغط المناهج، ويقدم حلولًا عملية تساعد على تجاوزها تدريجيًا.
ويبيّن الكتاب أن النظرية البنائية ليست أسلوبًا واحدًا للتدريس، بل هي فلسفة تعليمية تُعيد تشكيل علاقة المعلم بالطالب، وتؤسس لتربية تفكير ناقد، قادر على فهم العالم بعمق. ولذلك أصبحت أساسًا لكثير من المناهج الحديثة حول العالم، بما فيها مناهج الإمارات التي تعتمد “التعلم النشط” و“التعلم القائم على المشاريع” و“التقويم المستمر” بوصفها ركائز أساسية.
الكتاب مكتوب بأسلوب واضح ومباشر، ويصلح أن يكون دليلًا تدريبيًا للمعلمين، أو مادة دراسية لبرامج التربية، أو مرجعًا للمدارس التي ترغب في التحول نحو التعليم البنائي القائم على الفهم والابتكار.
Attached Files
| File | Action |
|---|---|
| النظرية_البنائية_و_تطبيقاتها_التربوية.pdf | تحميل |