• Version
• Download 29
• File Size 41.68 MB
• File Count 1
• Create Date 24 نوفمبر,2025
• Last Updated 16 نوفمبر,2025

سيكولوجية الرجل والمرأة- د. طارق النعيمي

يقدّم كتاب "سيكولوجية الرجل والمرأة" للدكتور طارق النعيمي رؤية نفسية وتربوية واجتماعية عميقة لفهم الفروق الجوهرية بين الرجل والمرأة، بوصفها فروقًا تكاملية لا صدامية، تؤدي في النهاية إلى تحقيق الانسجام الإنساني والعاطفي داخل الأسرة والمجتمع. ينطلق المؤلف من مبدأ أن الله خلق الإنسان في ثنائية متجانسة، لكل طرف خصائصه النفسية والعاطفية والبيولوجية التي تؤهله لدور محدد في الحياة، وأن تجاهل هذه الفروق أو محاولة طمسها هو أحد أسباب التوتر الأسري والاضطراب الاجتماعي في العصر الحديث.

يستعرض الكتاب الأسس العلمية لعلم النفس الفروقي، فيتناول خصائص التفكير لدى الرجل وكيف يغلب عليه التحليل والتركيز واتخاذ القرارات المباشرة، في حين يميل تفكير المرأة إلى الشمولية، والربط بين التفاصيل، وعمق الحس العاطفي، مما يجعلها أكثر قدرة على قراءة المشاعر وإدارة العلاقات. ويعرض المؤلف الفروق في الاتصال اللفظي وغير اللفظي، موضحًا أن الرجل يستخدم اللغة للتقرير والحلول، بينما تستخدم المرأة اللغة للتواصل والتعبير، وأن هذه الفروق إذا لم تُفهَم تصبح سببًا لسوء الفهم المتكرر بين الزوجين.

ويتناول الكتاب البناء العاطفي للشخصيتين؛ فيوضح أن الرجل يشعر بالأمان النفسي من خلال الإنجاز، بينما تشعر المرأة بالأمان من خلال الاحتواء، وأن فشل كل طرف في فهم هذه الحقيقة يؤدي إلى تصادم قد يبدو بسيطًا في أسبابه لكنه عميق في آثاره. كما يتطرق إلى الفروق في الاستجابات الانفعالية وكيفية إدارة الضغوط، ويرى أن الرجل يميل إلى الانسحاب الصامت عند التوتر، بينما تميل المرأة إلى المشاركة الوجدانية، وأن فهم هذا السلوك يمنع كثيرًا من المشكلات الزوجية.

ويمتاز الكتاب بمعالجة الجانب الاجتماعي للعلاقة بين الجنسين، إذ يوضح أثر التربية والثقافة على تكوين الهوية النفسية، وكيف تؤثر البيئة الحديثة بما فيها من ضغوط اقتصادية وإعلامية في تشويه مفهوم الرجولة والأنوثة. ويقدّم المؤلف نقدًا لخطاب المساواة المطلقة الذي يحاول إزالة الفروق الطبيعية بين الجنسين، مؤكدًا أن العدالة لا تعني التطابق، وأن التكامل النفسي والعاطفي هو ما يقوم عليه الاستقرار الأسري.

ويعالج الكتاب أيضًا موضوعات مثل الحب، الزواج، إدارة الخلافات، احتياجات كل طرف، الإشباع العاطفي، لغة التقدير، وكيفية بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والفهم العميق. ويركز على أن الفروق بين الرجل والمرأة ليست قيودًا، بل مفاتيح للعلاقة الناجحة، وأن إدراكها يسهم في معالجة الكثير من المشكلات الزوجية والتربوية.

أسلوب المؤلف يجمع بين الطابع العلمي والجانب الإرشادي، فهو يستند إلى أبحاث علم النفس المعاصر، وفي الوقت نفسه يقدّم أمثلة حياتية وتوجيهات واقعية تساعد القارئ على تطبيق ما يقرأه في حياته اليومية. ولذلك يصلح الكتاب للمتزوجين، والمقبلين على الزواج، وللمختصين في التربية والإرشاد الأسري، بل ولأي قارئ يريد فهم نفسه والآخر بصورة أدق.

Attached Files