- Version
- Download 101
- File Size 27.09 MB
- File Count 1
- Create Date 11 سبتمبر,2025
- Last Updated 31 أغسطس,2025
فكر سيد قطب في ميزان الشرع - سالم البهنساوي
يأتي كتاب "فكر سيد قطب في ميزان الشرع" للأستاذ سالم البهنساوي ليقدّم قراءة تقويمية متوازنة لأحد أبرز المفكرين الإسلاميين في القرن العشرين، وهو سيد قطب. فالكتاب لا يهدف إلى تمجيد غير نقدي، ولا إلى إدانة متعجلة، بل يسعى إلى وضع أفكار سيد قطب في إطارها الشرعي الصحيح، من خلال ميزان الكتاب والسنة وأصول الفقه الإسلامي.
ينطلق المؤلف من حقيقة أن سيد قطب شكّل محطة بارزة في الفكر الإسلامي المعاصر، خاصة بكتابه في ظلال القرآن، حيث قدّم رؤية إيمانية وحركية للقرآن أثرت في أجيال من الشباب والدعاة. لكنه في الوقت ذاته أثار جدلًا واسعًا بسبب بعض المصطلحات والمواقف التي وردت في كتبه الأخرى، مثل "معالم في الطريق"، والتي فسرت بأنها دعوة إلى تكفير المجتمعات أو الخروج على الحكومات. ومن هنا جاءت الحاجة إلى دراسة منصفة توضح مواطن القوة والضعف، وتفصل بين ما هو اجتهاد بشري قابل للصواب والخطأ، وما هو حكم شرعي قطعي لا مجال لمخالفته.
يعرض البهنساوي منهج سيد قطب في التعامل مع القرآن والسنة، مبرزًا أثر تجربته الفكرية والأدبية، ثم تحوله بعد سجنه ومعاناته إلى خطاب أكثر حدّة. ويؤكد أن كثيرًا من أفكاره كان يستهدف بها التنبيه إلى الانحرافات الخطيرة في المجتمعات الإسلامية، لا إصدار أحكام عامة بالتكفير. كما يوضح أن بعض عباراته فُهمت بمعزل عن سياقها، فاستُغلّت من قبل جماعات متشددة لتبرير الغلو والعنف، وهو ما لم يقصده سيد قطب ولا دعا إليه بوضوح.
ويرى المؤلف أن ميزان الشرع يقتضي التمييز بين "المصطلحات الأدبية" التي كان يستخدمها سيد قطب لتصوير الواقع ببلاغة، وبين الأحكام الفقهية التي تحتاج إلى نصوص وضوابط. كما يشير إلى أن قطب لم يكن فقيهًا بالمعنى الدقيق، وإنما مفكر وأديب ومفسر، وبالتالي فإن اجتهاداته يجب أن تُقرأ في هذا الإطار، لا أن تُعامل على أنها فتاوى شرعية مُلزِمة.
ويتناول الكتاب موقف سيد قطب من قضايا مثل الحاكمية، والجاهلية المعاصرة، والعزلة الشعورية، مبينًا أن لها جذورًا شرعية صحيحة، لكن صياغتها القاطعة والحادة تحتاج إلى ضبط فقهي حتى لا تُفهم على غير مرادها. ويخلص المؤلف إلى أن أفكار سيد قطب تحمل الكثير من الإيجابيات في مجال تجديد الوعي القرآني، وبث روح العزة الإسلامية، والتحريض على مقاومة الطغيان، لكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى إعادة قراءة في ضوء الفقه الشرعي لتجنب الانحراف في الفهم أو التطبيق.
يمتاز الكتاب بالإنصاف، فهو يردّ على خصوم سيد قطب الذين بالغوا في اتهامه بالتكفير والخروج، كما ينبه على أنصاره الذين قدّسوا اجتهاداته واعتبروها نصوصًا معصومة. وهو بذلك يعكس المنهج الوسط الذي يقيم الفكر بميزان الشرع، فيقبل ما وافقه، ويرد ما خالفه، ويضع الأمور في نصابها الصحيح.
Attached Files
| File | Action |
|---|---|
| فكر_سيد_قطب_في_ميزان_الشرع_سالم_البهنساوي_.pdf | تحميل |