قذائف الحق- محمد الغزالي

يأتي كتاب "قذائف الحق"، للمفكر الإسلامي، الشيخ محمد الغزالي، كأحد أهم المرجعيات الفكرية للحركة الإسلامية في نقطة ربما هي الأهم، بل هي أساس ظهور الصحوة الإسلامية، وهي توضيح الإسلام الحقيقي لدى أتباعه، والحقائق والأباطيل المحيطة بالإسلام، وبالأمة، والواقع الذي تعيشه.

الكتاب صدر عن أكثر من دار نشر عربية، والنسخة التي بين أيدينا، هي الطبعة الثانية له عن "دار القلم" الدمشقية، وصدرت في العام 1997م، في 304 صفحات.

أجمل الغزالي أفكاره في هذا الكتاب في صورة مقالات على عادته في مثل هذه النوعية من الكتابات، إلا أنه قسَّم مقالات الكتاب إلى ثماني فصول تناولت طائفة كبيرة من القضايا المتنوعة، السياسية والفكرية والاجتماعية المتعلقة بالمسلمين، فرادى ومجتمعات، وبالأمة بشكل عام، والمطلوب في هذه المرحلة.

الفصل الأول، تناول قضايا عقدية، مثل أهمية إعادة ارتباط المسلم بدينه، ويختار القرآن الكريم، كتاب الله عز وجل، كعلامة على إعادة الاتصال بين المسلم وعقيدته، والرد على أباطيل خصوم القرآن، من اليهود وغيرهم، وقضية تزويرهم للتوراة.

الفصل الثاني، تناول المؤامرات التي تصاغ في حق العقيدة، وفي حق عقول الأجيال الجديدة، مع التأكيد على أن الإسلام أقوى من ذلك، كما يفند فيه الغزالي تحريفات النصارى لما أنزله الله تعالى عليهم من نصوص دينية.

الفصل الثالث، تناول بعض المشكلات السياسية في مصر، والحاصلة على أسس طائفية، مؤكدًا على رسالة الوحدة الوطنية التي يحملها.

الفصل الرابع، تناول فيه الغزالي جماعة "الإخوان المسلمون"، ودفاعها عن الإسلام، كما تناول صورًا من الهجمات التي تتصدى لها الجماعة ضد الإسلام، مثل طمس تاريخه الحضاري.

كما ينتقد سطوة التيارات القومية الضيقة على حساب الانتماء الأشمل للإسلام.

وهنا يُلاحظ أن الغزالي كثيرًا ما كان يورد مشاهداته الخاصة، وبعض جوانب من ذكرياته، سواء في المعتقل، أو في العمل الدعوي العام، لتعضيد آرائه، وإضفاء حيوية على النقاشات والمقالات.

الفصل الخامس، رد فيه المؤلف على بعض الأباطيل والشبهات التي يروجها خصوم الدين عنه في المجال العلمي، وفي سيرة الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، وبالذات من جانب اليهود، داعمًا حديثه ببعض أوجه الخلل الحاصلة في العهد القديم بعد تحريفه من جانب أحبار اليهود.

الفصل السادس، تناول فيه الغزالي قضايا حول الإسلام وأنظمة الحكم، والحرب التي تشنها بعض الأنظمة العلمانية ضد الدين، وضد الدعوة.

وتناول في هذا الإطار، تجربة أتاتورك في تركيا، وبعض المشكلات التي يواجهها الإسلام والدعوة الإسلامية في عدد من دول العالم الإسلامي، مثل إندونيسيا، وغير الإسلامي، مثل كوريا، وجانب من المؤامرات التي أشار إلى إن الفاتيكان يلعبها ضد الإسلام والدعوة.

الفصل السابع، تناول فيه المؤلف قضايا حول سياسة الحكم والمال في الإسلام، مع مقارنة الإسلام في ذلك، بالشيوعية، وبعض الأيديولوجيات الأخرى.

كما يعرج منها على قضايا ذات صلة بذلك، في العقائد والإيمانيات، ويرد على الملحدين والماركسيين في مزاعمهم حول الدين، وأنه أفيون الشعوب وما إلى ذلك، منتقدًا في المقابل المادية التي تغرِق فيها الشيوعية، ووصفها بأنها حركة رجعية.

أما الفصل الثامن والأخير؛ فقد ركَّز فيه الغزالي حول قضايا متنوعة كانت ولا تزال مثارة في ساحاتنا الإسلامية، مثل الحرية وأهميتها في الإسلام، والجهاد، وتحديد النسل الذي وصفه بالخرافة، وغير ذلك.