ماذا يعني انتمائي للقسام – د. أحمد البشيتي

مثَّلت كتائب الشهيد عز الدين القسَّام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الرقم الصعب في الصراع العربي الصهيوني، والتطورات التي مرَّت بها القضية الفلسطينية، في السنوات الأخيرة، ليس على المستوى العسكري فحسب، وإنما في الجانب السياسي كذلك، في ظل أن العمل المسلح، هو سياسة بوسائل أخرى، والعمل العسكري الصحيح، هو الذي يتم توظيفه بشكل سياسي سليم.

ويرى الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن الفلسطيني والحركة الإسلامية، أن نجاحات القسَّام لا تعود إلى الإعداد العسكري فحسب، وإنما في الأصل، إلى إعداد العنصر البشري بمعناه الشامل، التربوي والفكري، وما اتصل بذلك.

في هذا الإطار، يأتي كتاب "ماذا يعني انتمائي للقسَّام"، من تأليف الدكتور أحمد البشِّيتي؛ حيث يتناول الجوانب المفاهيمية والقيمية المتعلقة بفرد القسَّام، وبالذات فيما يخص كيف ينظر لنفسه، ورسالته، وكيف ينظر للصراع مع الكيان الصهيوني، في إطاره السياسي والديني الشامل.

الكتاب وضع مقدماته فتحي حمَّاد، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، والدكتور رائد سعد، ركن العمليات في كتائب القسَّام.

ويركز الكتاب، الذي جاء في 180 صفحة، في المتن، وفي المقدمات، على قيمة الجهاد، بمختلف معانيه، ولاسيما الجهاد المسلح، في الكفاح لأجل استعادة فلسطين، والقدس، وفي القلب منها المسجد الأقصى الأسير.

لغة الكتاب، جاءت حماسية استنهاضية للهمم، وحرص الكاتب على أن يؤكد على الانتماء الإسلامي الأوسع لكتائب القسَّام، باعتبار أنها طليعة إسلامية على أرض فلسطين، وأنها جزء من الأمة الإسلامية الأكبر.

كما أن الكتاب حرص على تبيان حقيقة الصراع مع الكيان الصهيوني، لجهة خلفيته الأوسع، باعتبار أن الكيان الصهيوني، هو غرس استعماري غرضه إضعاف وتقسيم الأمة، وكذلك التأكيد على دينية الصراع مع الكيان، وأنه صراع وجود لا حدود، وليس مجرد صراع قومي، أو نزاع على أرض مُختلَف عليها.

الكتاب تضمن، بجانب مقدماته، 14 فصلاً وخاتمة، جاءت في صورة مقالات، تناولت مختلف صور الانتماء التي يعنيها كون الفرد ينتمي إلى كتائب القسَّام، وكذلك مختلف صنوف الإعداد التي ينبغي أن يمر بها الفرد والقائد القسَّاميَّيْن.

فهو يتناول معنى أن يكون الفرد قساميًّا، على مختلف المستويات؛ عقيدةً وشريعة، وسلوكًا وأخلاقًا، ودعويًّا وفكريًّا، وكذلك ماليًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وعسكريًّا وسياسيًّا.

كما أنه يضع القسَّام في سياقها الجيوسياسي المتدرِّج، بين فلسطين كوطن، والأمة العربية، وصولاً إلى الأمة الإسلامية الأوسع.

ولعل أهم ما في الكتاب؛ هو رسالة التربية والإعداد على المنهج الإسلامي، وكيف أن المنهج الإسلامي إذا ما تم تطبيقه؛ يمكنه أن يصل بالفرد إلى مستوى أمة بأسرها كما قال القرآن الكريم.