مسار الأسرة – د. عبد الكريم بكار

على أهمية الأسرة في بناء المجتمع، كانت لها مركزية كبرى في الأدبيات والكتابات التربوية لدى الحركة الإسلامية، وبالذات لدى المتخصصين في هذا المجال، ومنهم التربوي والمفكر الإسلامي السوري، الدكتور عبد الكريم بكَّار.

والكتاب الذي بين أيدينا، يحمل عنوانًا رئيسيًّا، هو: "مسار الأسرة"، وعنوانًا فرعيًّا: "مبادئ لتوجيه الأسرة"، وصدر كأول كتاب ضمن سلسلة "التربية الرشيدة"، والتي كان يؤلفها بكَّار، وتصدر عن مؤسسة "الإسلام اليوم" للإنتاج والنشر بالرياض.

والنسخة التي بين أيدينا، هي الطبعة الثانية من الكتاب، وصدرت بعد فترة وجيزة من صدور الطبعة الأولى منه، عام 2010م، وجاءت في تسعين صفحة.

ميزة الكتاب أنه على قدر كبير من البساطة في تقديم رؤية جاءت برغم ذلك متكاملة في التوجيه التربوي والسلوكي للوالدَيْن داخل الأسرة؛ حيث يمكن القول إنها بمثابة "مانيفستو" عمل معرفي وتطبيقي عن كيفية تربية الأبناء وتوجيه الأسرة من منظور إسلامي.

وبشكل عام؛ فإن الكتاب، بمقدمته ودراساته الأربع، قدم رؤية عن الأسرة وأهميتها في الإسلام، والمشكلات التي تواجهها في المجال القيمي والسلوكي والمجتمعي في واقعنا المعاصر، وكيف يمكن توجيهها وتقويمها، وأهمية ذلك بالنسبة لعملية إقامة المجتمع المسلم الصحيح.

الدراسات الأربع تناولت الرؤية؛ ماذا تعني أسرة مرجعيتها الإسلام، والقيم، مثل أخلاقيات الصدق والمروءة، والارتقاء بالذات، والعلاقات، في مختلف دوائرها، داخل وخارج الأسرة، وأساسها الاحترام المتبادل، والمهام؛ أي مهام الوالدين في تربية الأبناء، وكلها تنصب في اتجاه تأهيل الأولاد للحياة الخارجية وفق المنظور الإسلامي.