شُغِلَتْ الحركة الإسلامية منذ بدء عصر الصحوة الإسلامية، في السبعينيات الماضية، بالعديد من القضايا، من أهمها إحياء الكثير من الفرائض التي طواها النسيان، بسبب أعمال الاستعمار والأنظمة المستبدة التي حكمت العالم الإسلامي على مدار قرون طويلة من الزمن.
ويأتي ذلك ضمن عملية إحياء الإسلام بمفاهيمه الصحيحة بشكل عام، في نفوس المؤمنين بهذا الدين.
وكان على رأس هذه الفرائض، فريضة الجهاد، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبين أيدينا كتاب بعنوان: "معوقات الجهاد في العصر الحاضر تحليلاً وتقويمًا"، للباحث السعودي، عبد الله بن فريح العُقلا، وصدرت طبعته الأولى، عن مكتبة "الرُّشْد"، في الرياض، عام 2002م، وجاء في مجلدَيْن، بإجمالي 1071 صفحة، قسَّمها الباحث إلى بابَيْن، وبكل منها فصول رئيسية، ومباحث فرعية.
والكتاب في الأصل، هو رسالة الماجستير الخاصة بالباحث، والتي تقدم بها لقسم الثقافة الإسلامية، بكلية الشريعة، جامعة الإمام محمد بن سعود، وأشرف عليها الدكتور محمد بن عبد الله بن عرفة.
مقدمة الكتاب جاءت في الإطار الأكاديمي المعتاد، وفيه عرض الباحث المفردات المنهجية المتعارف عليها في مقدمات الرسائل العلمية، مثل أسباب الدراسة وأهميتها وموضوعها، وكذلك الصعوبات التي واجهته خلال إعدادها.
وقبل الباب الأول، أدرج تمهيدًا، كان فيه مبحثان، عرَّف فيه المصطلحات الأساسية للرسالة، وكذلك حقيقة الجهاد ومشروعيته وحكمة الله تعالى من فرضه.
الباب الأول، تناول المعوقات المعنوية للجهاد، وجاء في ثلاثة فصول؛ الأول تناول المعوقات في المجال العقدي والفكري، بما في ذلك الوهن الروحي والهزيمة النفسية.
الفصل الثاني، تناول المعوقات في المجال الاجتماعي والأخلاقي، ومن ذلك الترف، والتفكك الاجتماعي، والتفرُّق والاختلاف.
أما الفصل الثالث، فتناول المعوقات في المجال السياسي، مثل وهن الأنظمة، والتبعية وبسط نفوذ أعداء الأمة.
الباب الثاني، وجاء بدوره في ثلاثة فصول، تناول المعوقات المادية.
الفصل الأول من هذا الباب، تناول المعوقات في المجال الاقتصادي، مثل إهدار ثروات الأمة، والهيمنة الاقتصادية للأعداء على الأمة المسلمة.
الفصل الثاني، تنناول أوجه الخلل في مجال الإعداد والقوة، مثل التخلف الصناعي، والخلل في التدريب في مقابل القوة العسكرية لأعداء الأمة.
الفصل الثالث، تناول فيه دور التدخلات الخارجية في شؤون الأمة المسلمة، والاحتلال المباشر.
وأخيرًا، خاتمة عرض فيها نتائج الدراسة.
